نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 4
انه موجود في کل عصر، لأنه لا يجوز ان يأمر بالتمسك بما لا نقدر علي التمسك به. کما أن اهل البيت، و من يجب اتباع قوله حاصل في کل وقت. و إذا کان الموجود بيننا مجمعاً علي صحته، فينبغي ان نتشاغل بتفسيره، و بيان معانيه و نترك ما سواه.
و اعلم ان الرواية ظاهرة في اخبار أصحابنا بأن تفسير القرآن لا يجوز إلا بالأثر الصحيح عن النبي صلي اللّه عليه و آله، و عن الائمة عليهم السلام، الّذين قولهم حجة كقول النبي (ص)، و ان القول فيه بالرأي لا يجوز.
و روي العامة ذلک عن النبي (ص) انه قال: (من فسر القرآن برأيه و أصاب الحق، فقد اخطأ)
و كره جماعة من التابعين و فقهاء المدينة القول في القرآن بالرأي: كسعيد بن المسيب و عبيدة السلماني، و نافع، و محمّد بن القاسم، و سالم بن عبد اللّه، و غيرهم. و روي عن عائشة أنها قالت: لم يكن النبي «ص» يفسر القرآن إلا بعد أن يأتي به جبرائيل (ع).
و ألذي نقول في ذلک: إنه لا يجوز ان يکون في كلام اللّه تعالي و كلام نبيه تناقض و تضاد. و قد قال اللّه تعالي: «إِنّا جَعَلناهُ قُرآناً عَرَبِيًّا»[1] و قال:
«بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ»[2] و قال: «وَ ما أَرسَلنا مِن رَسُولٍ إِلّا بِلِسانِ قَومِهِ»[3] و قال: «فيه تبيان کل شيء» و قال: «ما فَرَّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ»[4] فكيف يجوز ان يصفه بانه عربي مبين، و انه بلسان قومه، و انه بيان للناس و لا يفهم بظاهره شيء! و هل ذلک إلا وصف له باللغز و المعمي ألذي لا يفهم المراد به إلا بعد تفسيره و بيانه! و ذلک منزه عنه القرآن. و قد مدح اللّه أقواماً علي استخراج معاني القرآن فقال: «لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَستَنبِطُونَهُ مِنهُم»[5]، و قال في قوم