لونها: رفع لأن ما ليست زائدة، بل هي بمعني أي : كأنهم قالوا: أي شيء لونها! و قوله: «يبين»: جزم لأنه جواب الأمر بغير ياء.
و معني الآية: أن قوم موسي قالوا: يا موسي أدع لنا ربك يبين لنا ما لون البقرة الّتي أمرنا بذبحها.
و اما قوله: «صفراء» قال الحسن المراد به: سوداء شديدة السواد. تقول العرب:
ناقة صفراء أي سوداء. قال الشاعر:
تلك خيلي منه و تلك ركابي هن صفر ألوانها كالزبيب[1]
يعني ركابي هن سود. غير أن هذا- و ان وصفت به الإبل، فليس مما توصف به البقر. مع ان العرب لا تصف السواد بالفقوع. و انما تصفه بالشدة و بالحلوكة و نحوها. تقول: اسود حالك و حائك و حنكوك و غربيب و دجوجي، و لا تقول: فاقع. و قال أكثر المفسرين: إنها صفراء اللون من الصفرة المعروفة و هذا الصحيح، لأنه الظاهر، و لأنه قال: «فاقِعٌ لَونُها» و هو الصافي و لا يوصف السواد بذلك- علي ما بيناه- فاما ما ابيض فيؤكدونه بأنه ناصع، و اخضر ناضر و اصفر فاقع. و قال سعيد بن جبير: المعني في الآية: بقرة صفراء القرن و الظلف.
و قال مجاهد: صفراء اللون كله. و هو الظاهر لأنه قال: فاقع لونها. فوصف جميع اللون بذلك. و قال إبن عباس: أراد بذلك صفراء شديدة الصفرة. و قال غيره:
- تحللوا من إحرامهم: أي قضوا حجهم، الشمط ج اشمط: و هو ألذي خالط سواد شعره بياض الشيب «و شمط محفله» يقال منه: رجل ذو حفيل، و ذو حفلة: ذو جد و اجتهاد. فعلي ما أثبته الشيخ قدس سره، المعني: انهم جادون في العبادة [1] للأعشي الكبير. اللسان: «صفر» و روايته «أولادها» بدل «ألوانها». الركاب: الإبل الّتي يسار عليها. و الزبيب من العنب معروف.
نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 297