المنان‌ علينا الرحيم‌ و المنة: قوة القلب‌. يقال‌ ضعيف‌ المنّة. و يقال‌ ليست‌ لقلبه‌ منة و المنون‌: الموت‌. و ‌هو‌ اسم‌ مؤنث‌. ‌قال‌ ‌إبن‌ دريد: من‌ّ يمن‌ّ منا: ‌إذا‌ اعتقد ‌منه‌ و ‌من‌ ‌عليه‌ بيدٍ أسداها اليه‌ ‌إذا‌ قرعه‌ بها. و اصل‌ الباب‌: الإحسان‌. فالمن‌ ‌ألذي‌ ‌کان‌ يسقط ‌علي‌ بني‌ إسرائيل‌ مما ‌من‌ اللّه‌ ‌عليهم‌ ‌ أي ‌ أحسن‌ ‌به‌ اليهم‌.

و اما السلوي‌ ‌فقال‌ ‌إبن‌ عباس‌: ‌هو‌ السماني‌ و ‌قيل‌: ‌هو‌ طائر كالسماني‌ و واحده‌ سلوي‌ ‌قال‌ الأخفش‌: ‌لم‌ اسمع‌ ‌له‌ بواحد. ‌قال‌: و يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ واحده‌ سلوي‌ مثل‌ جماعته‌ ‌کما‌ قالوا دفلي‌ للواحد و الجماعة. و ‌قال‌ الخليل‌: واحده‌ سلواة ‌قال‌ الشاعر:

‌کما‌ انتفض‌ السلواة بلله‌ القطر

و يقال‌ سلا فلان‌ يسلو ‌عن‌ فلان‌: ‌إذا‌ تسلي‌ عنه‌. و فلان‌ ‌في‌ سلوة ‌من‌ العيش‌ ‌إذا‌ ‌کان‌ ‌في‌ رغد يسليه‌ الهم‌. و السلوان‌: ماء ‌من‌ شربه‌ ذهب‌ غمه‌ ‌علي‌ ‌ما يقال‌ و يقال‌ ‌هذا‌ مثل‌ يضرب‌ لمن‌ سلا ‌عن‌ شي‌ء يقال‌ سقي‌ سلوة و سلوانا. و ‌قال‌ ‌إبن‌ دريد: سلا يسلو سلوا، و سلوا و سلوة و السلوانة: خرزة زعموا انهم‌ ‌إذا‌ صبوا عليها الماء، فسقي‌ منها الرجل‌، سلا و اصل‌ الباب‌ السلو، و ‌هو‌ زوال‌ الهم‌.

سبب‌ نزول‌ المن‌ و السلوي‌:

و ‌کان‌ سبب‌ انزال‌ المن‌ و السلوي‌ ‌عليهم‌ انه‌ ‌لما‌ ابتلاهم‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ بالتيه‌، حين‌ قالوا لموسي‌: «فَاذهَب‌ أَنت‌َ وَ رَبُّك‌َ فَقاتِلا إِنّا هاهُنا قاعِدُون‌َ»[1] فأمرهم‌ بالمسير ‌الي‌ بيت‌ المقدس‌، فلما ساروا تاهوا ‌في‌ قدر خمس‌ فراسخ‌ ‌أو‌ الستة. فلما أصبحوا ساروا عادين‌ فامسوا، فإذا ‌هم‌ ‌في‌ مكانهم‌ ‌ألذي‌ ارتحلوا ‌منه‌ فلم‌ يزالوا كذلك‌، ‌حتي‌ تمت‌ أربعين‌ سنة، تفضل‌ ‌عليهم‌ ‌في‌ تلك‌ الحال‌، و احسن‌ اليهم‌، و انزل‌ ‌عليهم‌ المن‌ و السلوي‌.

و كانت‌ ريح‌ الجنوب‌ تحشره‌ ‌عليهم‌ ‌قال‌ ‌إبن‌ جريج‌: ‌کان‌ الرجل‌ ‌إذا‌ أخذ ‌من‌ المن‌ و السلوي‌ زيادة ‌علي‌ طعام‌ يوم واحد، فسد ‌إلا‌ يوم الجمعة فإنهم‌ ‌إذا‌ أخذوا طعام‌ يومين‌ ‌لم‌ يفسد.