الوبر و الريش و ناقة ذات عفاء كثيرة الوبر طويلة و العفو: ولد الأتان الوحشية.
و أصل الباب: الترك. و منه قوله: «فَمَن عُفِيَ لَهُ مِن أَخِيهِ شَيءٌ» من ترك له. و عفو الشيء صفوه و معني «لعلكم) في الآية لكي تشكروا و قيل: معناه التعريض كأنه قال: عرضناكم للشكر.
و قوله: «مِن بَعدِ ذلِكَ»- و ان کان اشارة الي الواحد- فمعناه الجمع.
و انما کان ذلک كذلك، لان ذا اسم مبهم فمرة يأتي علي الأصل، و مرة يأتي علي مشاكلة اللفظ. إذا کان لفظ المبهم علي الواحد و ان کان معناه الجمع علي انه قد يخاطب بلفظ الواحد و يراد به الجمع كقوله: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ» ثم قال: «إِذا طَلَّقتُمُ النِّساءَ».
و قوله: «مِن بَعدِ ذلِكَ» إشارة الي اتخاذهم العجل إلهاً. و قوله: «لَعَلَّكُم تَشكُرُونَ».
فالشكر: هو الاعتراف بالنعمة مع ضرب من التعظيم. و قال الرماني: الشكر هو الاظهار للنعمة. و الصحيح هو الاول لأنه قد يظهر النعمة من لا يکون شاكرا لها. و الفرق بين الشكر و المكافاة ان المكافأة من التكافؤ و هو التساوي، و ليس كذلك الشكر ففي مكافأة النعمة دلالة علي انه قد استوفي حقها. و قد يکون الشكر مقصرا عنها و ان کان ليس علي المنعم عليه اكثر منه الا انه كلما ازداد من الشكر، حسن له الازدياد و ان لم يكن واجبا لأن الواجب لا يکون إلا متناهياً و ذلک كالشكر لنعمة اللّه لو استكثرته غاية الاستكثار لم يكن لينتهي الي حد لا يجوز له الازدياد لعظم نعم اللّه عز و جل و صغر شكر العبد. و يقال: شكر شكرا، و شكورا، و تشكر تشكرا. و الشكور: من الدواب ما يكفيه قليل العلف لسمنه. و الشكر من الحيوانات: الّتي تصيب حظا من بقل او مرعي فتغزر ليتها بعد قلة. يقال اشكر القوم: إذا انزلوا منزلا فأصابت نعمهم شيئاً من بقل، فدرت عليه، و انهم ليحلبون شكرة بجزم الكاف و قد شكرت الحلوبة شكرا: و الشكير شعر ضعيف ينبت خلال