الشيب. و كذلك ما ينبت من ساق الشجر قضبان غضة تخرج بين قضبان عاسية يقال له الشكر و اشكر ضرع الناقة إذا امتلأ لبنا و الشكر بضع المرأة. و أصل الباب:
الظهور و لا يستحق الكافر الشكر علي وجه الإجلال و الانعام، و الكافر لا يستحق كذلك و انما يجب له مكافاة نعمته کما يجب قضاء دينه علي وجه الخروج اليه من غير تعظيم له و يسمي ذلک شكرا و الشكر لا يستحق الا علي نعمة و معني قولنا في اللّه انه غفور شكور انه يجازي العبد علي طاعاته من غير ان ينقصه شيئاً من حقه فجعل المجازاة علي الطاعة شكرا في مجاز اللغة و لا يستحق الإنسان الشكر علي نفسه لأنه لا يکون منعماً علي نفسه کما لا يکون مقرضاً لنفسه و النعمة تقتضي منعماً غير المنعم عليه. کما أن القرض يقتضي مقترضا، غير المقرض. و قد يصح ان يحسن الي نفسه کما يصح أن يسيء إليها، لأن الإحسان من المحسن. فإذا فعل بها فعلا حسنا ينتفع به، کان محسناً اليها بذلك الفعل، و إذا فعل بها فعلا قبيحاً کان مسيئاً اليها.
و الشكر متعلق في الآية بعفو اللّه عنهم، و نعمه عليهم: كأنه قال: لتشكروا اللّه علي عفوه عنكم و سائر نعمه عليكم.
وَ إِذ آتَينا مُوسَي الكِتابَ وَ الفُرقانَ لَعَلَّكُم تَهتَدُونَ (53)
قوله: «و إذ» عطف علي ما مضي من التذكير بنعمه فكأنه قال: و اذكروا إذ آتينا موسي الكتاب، لان (إذ) اسم للوقت الماضي و (إذا) للوقت المستقبل.
و كذلك تستعمل في الجزاء، لأن الجزاء لا يکون إلا بالمستقبل. كقولهم: ان تأتني آتك و لو تشبه الجزاء من حيث انه لا بد لها من الجواب. کما لا بد لحرف الجزاء من الجواب.