نام کتاب : تفسير التبيان نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 116
الفساد و الضلال، و تزيين ذلک، و الحث عليه. و هذا ينزه الله تعالي عنه.
- و منها التشديد الامتحان و الاختبار اللذين يکون عندهما الضلال و يعقبهما و نظير ذلک في اللغة أن يسأل الرجل غيره شيئاً نفيساً خطيراً يثقل علي طباعه بذله فإذا بخل به، قيل له نشهد لقد بخل به فلان. و ليس يريدون بذلك عيب السائل و انما يريدون عيب الباخل المسئول، لكن لما کان بخل المسئول ظهر عند مسألة السائل جاز أن يقال في اللغة: انه بخلك. و يقولون للرجل إذا أدخل الفضة النار ليعلم فسادها من صلاحها، و ظهر فسادها: أفسدت فضتك، و لا يرون أنه فعل فيها فساداً، و إنما يريدون ان فسادها ظهر عند محنته. و يقرب من ذلک قولهم: فلان أضل ناقته، و لا يريدون انه أراد أن يضل، بل يکون قد بالغ في الاستتار منها و انما يريدون ضلت منه لا من غيره. و يقولون أفسدت فلانة فلانا، و أذهبت عقله. و هي لا تعرفه، لكنه لما فسد و ذهب عقله من أجلها، و عند رؤيته إياها قيل: قد أفسدت، و أذهبت عقله.
- و منها التخلية علي جهة العقوبة و ترك المنع بالقهر و الإجبار، و منع الالطاف الّتي يؤتيها المؤمنين جزاء علي ايمانهم. کما يقول القائل لغيره أفسدت سيفك، إذا ترك أن يصلحه. لا يريد أنه أراد أن يفسد أو أراد سبب فساده، أو لم يحب صلاحه، لكنه تركه فلم يحدث فيه الإصلاح- في وقت- بالصقل و الإحداد.
و كذلك قولهم: جعلت أظافيرك سلاحاً. و انما يريدون تركت تقليمها.
- و منها التسمية بالإضلال و الحكم به كافراً. يقال: أضله إذا سماه ضالا.