ثوبا رسول‌اللَّه صلى الله عليه و آله الذي أحرم فيهما يمانيين عبري وظفار وفيهما كُفِّنَ.[1]

[877/ 9] وعنه عن أبيه عن ابن أبي عمير وعن محمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان وابن ابي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبداللَّه عليه السلام إن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله حين فرغ من طوافه وركعتيه قال: أَبْدَأُ بما بَدَءَاللَّه به من إتيان الصفا إنّاللَّه عزّوجلّ يقول: «إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ» وقال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان يقف على الصفا بقدر ما يُقْرَءُ سُورةُ البقرة مترسلا.[2]

[878/ 10] وعن علي بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن ابن ابي عمير عن معاوية بن عمّار عن ابي عبداللَّه عليه السلام قال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أقام بالمدينة عشر سنين لم يَحُجَّ، ثم أنزل اللَّه عزّوجلّ عليه: «وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وَ عَلى‌ كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ» فأمر المؤذنين أن يُؤَذَّنوُا بِأعْلَى أصواتهم بان رسول اللَّه يَحُجُّ في عامه هذا فعلم به من حضر المدينة وأهل العوالي والأعراب، واجتمعوالحجّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وإنّما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون به ويتّبعونه أو يصنع شيئا فيصنعونه فخرج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في أربع بقين من ذي القعدة، فلمّا انتهى الى ذي الحليفة زالت الشمس فاغتسل ثم خرج حتى اتى المسجد الذي عند الشجرة فصلّى فيه الظهر ثم عزم بالحج مفرداً[3] وخرج حتى انتهى الى البيداء عند الميل الاول فَصُّفَ له سماطان فَلَبّىَ بالحج مفرداً، وساق الهدي ستّاً وستّين أو أربعا وستّين حتى انتهى الى مكة في سَلْخِ أربع من ذي الحجة، فطاف بالبيت سبعة اشواط ثم صلى ركعتين خلف مقام ابراهيم عليه السلام، ثم عاد الى الحجر فاستلمه وقد كان إستلمه في أوّل طوافه، ثم قال: إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ‌ فَابْدَأُ بما بدءاللَّه عزّوجلّ به، وأنّ المسلمين كانوا يظنون أنّ السعي بين الصفا والمروة شى‌ء صنعه المشركون فأنزل اللَّه عزّوجلّ: «إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ‌

[1] . بحارالانوار: 21/ 401 و الكافي: 4/ 339.

[2] . المصدر: 21/ 402 و الكافي: 4/ 432.

[3] . ثم عزم على الحج منفردا( خ).