فتخرج من دبره حتى لم يبق منهم
أحد إلّا رجل هَرَبَ فجعل يحدث الناس بما رَأَى اذا طلع عليه طاير منها فرفع رأسه
فقال هذا الطير منها وجاء الطير حتى حاذى برأسه ثم الْقاها عليه فخرجت من دبره
فمات.[1]
[718/
2] الكافي: عن عدة من اصحابنا عن احمد بن عيسى عن ابن ابي عمير عن محمد بن
حمران[2] عن أبان
بن تغلب قال قال أبو عبداللَّه عليه السلام: لما أن وجّه صاحب الحبشة بالخيل ومعهم
الفيل ليهدم البيت مروّا بِإِبِل لعبد المطلّب فساقوها فبَلَغ ذلك عبدالمطلب
فَأَتى صاحب الحبشة فدخل الآذن فقال: هذا عبدالمطلب بن هاشم. قال:
وما
يشاء؟ قال الترجمان: جاء في إِبِلٍ له ساقوها يسئلك ردها فقال ملك الحبشة لأصحابه:
هذا رئيس قوم وزعيمهم جئت الى بيته الذى يعبده لأهدمه وهو يسئالنى إطلاق إبله
أمالو سألنى الا مساك عن هدمه لفعلت ردوا عليه إبله.
فقال
عبدالمطلب لترجمانه: ما قال لك الملك؟ فاخبره. فقال عبدالمطلب: أنارب الإِبل ولهذا
البيت رب يمنعه فردّت اليه ابله وانصرف عبدالمطلب نحو منزله فمرّ بالفيل في
مُنْصَرفه.
فقال
للفيل: يا محمود! فحرّك الفيل رأسه. فقال له: أتدرى لِمَ جاؤا بك؟ فقال الفيل
برأسه: لا، فقال عبدالمطلب جاؤا بك لتهدم بيت ربك أَفَتُراك فاعل ذلك؟ فقال برأسه:
لا.
فانصرف
عبدالمطلب الى منزله فلّما أصبحوا غَدَوا به لدخول الحرم فَأَبى وإمتنع عليهم
فقال عبدالمطلب لبعض مواليه عند ذلك اعْلُ الجبل فَانْظُرْتَرَى شيئا فقال أرى
سواداًمن قبل البحر فقال له يصيبه بصرك أجمع فقال له لا، ولأوشك أن يصيب فلما أن
قَرُبَ قال هو طيرٌ كثيرو لا أَعْرِفُه يحمل كلّ طير في منقاره حصاة مثل حصاة
الخَذْفِ أو دون حصاة الخَذْف فقال عبدالمطلب: وربّ عبدالمطلب ما يريد إلّا القوم
حتى لما صاروا فوق رؤسهم أجمع ألقت الحصاة فوقعت كل حصاة على هامة رجل فخرجت من
دبره فقتلته فما انْفَلَت منهم إلّا رجل واحد يخبر الناس فلما ان اخْبَرَهُمْ ألقت
عليه حصاة فقتلته.[3]