فان مال اليتيم عقال[1]
ويكفّون عن أشياء من المحارم مخافة العقوبة وكانوا لا يملى لهم اذا انتهكوا
المحارم وكانوا يأخذون من لحاء شجر الحرم فيعلّقونه في أعناق الْأِبِل فلا يجترى
أحد أن ياخذ من تلك الابل حيث ما ذهبت، ولا يجترى احد أن يعلّق من غير لحاء شجر
الحرم، أيّهم فعل ذلك عوقب، وأمّا اليوم فاملى لهم، ولقد جاء أهل الشام فنصبوا
المنجنيق على أبى قبيس فبعث اللَّه عليهم سحابة كجناح الطير فامطرت عليهم صاعقة
فاحرقت سبعين رجلا حول المنجنيق.[2]
[711/
3] اكمال الدين: عن أبيه عن على عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد
عن الوليد بن صبيح عن أبى عبداللَّه عليه السلام قال: إن تُبَّعَ قال للاوس
والخزرج:
كونوا
هاهنا حتى يخرج هذا النبي فأمّا أنا فلو أدركته لخدمته وخرجت (لخرجت) معه.[3]
[712/
4] وعنه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن
أبي جعفر عليه السلام قال: بَيْنا رسول اللَّه ذات يوم بفناء الكعبة يوم إفتتح مكة
اذ أقبل اليه وَفْدٌ، فسلّموا عليه فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: مَنِ
القوم؟ قالوا: وَفْدٌ مِنْ بكر بن وائل، قال فهل عندكم علم من خبرقس بن ساعدة
الْإِ يادي؟ قالوا: نعم يا رسول اللَّه قال: فما فعل؟ قالوا مات؟ فقال رسول
اللَّه: الحمد للَّهربّ الموت وربّ الحياة كل نفس ذائقة الموت كأني أنظر الى قس
بن ساعدة الْإيادِي وهو بسوق عكاظ على جمل له أحمر وهو يخطب الناس ويقول: اجتمعوا
أيّها الناس فاذا اجتمعتم فانصتوا فاذا انصتم فاستمعوا فاذا اسمعتم فَعُوا فاذا
وعيتم فاحفظوا فاذا حفظتم فاصدقوا ألا أن من عاش مات، ومن مات فات ومن فات فليس
بآت إن في السماء خبراً وفي الارض عبراً سقف مرفوع، مهاد موضوع ونجوم تمور وليل
يدور وبحار ماء لا تغورا، يحلف قس ما هذا بلعب وانّ من وراء هذا لعجباً مالي أرى
الناس يذهبون فلا يرجعون؟ أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا فناموا! يحلف قس يميناً
غير كاذبة ان للَّهدينا هو خير من الدين الذي أنتم عليه ثم قال رسول اللَّه صلى
الله عليه و آله: رحم اللَّه قسّاً