بن سنان قال: لمّا قدم
ابوعبداللَّه عليه السلام على ابن العباس وهو بالحيرة خرج يوما يريد عيسى بن موسى
فاستقبله بين الحيرة والكوفة ومعه ابن شبرمة القاضي، فقال: أين يا أباعبداللَّه؟
قال: أردتك فقال: قصّراللَّه خطوك، قال: فمضى معه، فقال له ابن شبرمة: ما تقول يا
أباعبداللَّه في شيء؟ فقال: وما هو؟ قال: سألني عن أوّل كتاب كتب في الارض، قال:
نعم إنّ اللَّه عزّوجلّ عرض على آدم ذريته عرض العين في صور الذر نبيّاً فنبياً
وملِكاً فملِكاً ومؤمناً فمؤمناً وكافراً فكافراً، فلما انتهى الى داود عليه
السلام قال: من هذا الذي نبّأته وكرّمته وقصّرت عمره؟ قال: فأوحى اللَّه عزّوجلّ
إليه: هذا ابنك داود عمره أربعون سنة وإنّي قد كتبت الاجال وقسمت الارزاق وأنا
أمحو ماأشاء وأثبت وعندي أمّ الكتاب فان جعلت له شيئا من عمرك ألحقته له، قال: يا
ربّ قد جعلت له من عمري ستين سنة تمام المائة قال: فقال اللَّه عزّوجلّ لجبرئيل
وميكائيل وملك الموت: اكتبوا عليه كتابا فإنّه سينسى، قال: فكتبوا عليه كتابا
وختموه باجنحتهم من طينة عليين، قال: فلمّا حضرت آدم عليه السلام الوفأة اتاه ملك
الموت فقال آدم: يا ملك الموت ما جاء بك؟ قال: جئت لأقبض روحك، قال: قدبقى من عمري
ستّون سنة فقال: إنّك جعلتها لابنك داود، قال: ونزل عليه جبرئيل واخرج له الكتاب،
فقال أبوعبداللَّه عليه السلام: فمن أجل ذلك اذا أخرج الصك على المديون ذَلَّ
المديون، فقبض روحه.[1]
[597/
2] علل الشرائع: عن ابن المتوكل، عن الحميري عن ابن عيسى، عن ابن محبوب، عن مالك
ابن عطية، عن ابي حمزة الثمالي، عن ابي جعفر الباقر عليه السلام: ان اللَّه
عزّوجلّ عرض على آدم أسماء الأنبياء وأعمارهم، قال: فمرّ بآدم اسم داود النبي عليه
السلام فاذا عمره في العالم أربعون سنة فقال آدم عليه السلام: ياربّ ما أقّل عمر
داود وما أكثر عمري يا ربّ ان انازدت داود من عمري ثلاثين سنة اتثبت له ذلك؟ قال:
نعم يا آدم، قال: فانّي قد زدته من عمري ثلاثين سنة فانفذ ذلك له واثبتها له عندك
واطرحها من عمري، قال أبوجعفر عليه السلام: فاثبت اللَّه عزّوجلّ لداود في عمره
ثلاثين سنة وكانت له عنداللَّه مثبتة فذلك قول اللَّه عزّوجلّ:
«يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ»
قال: فمحا اللَّه