responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم الأحاديث المعتبرة نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف    جلد : 1  صفحه : 246

وجهين:

الاول: انها مودعة في الروح على حد سائر الفطريات كحب النفس والاولاد، وكعلاقة جلب النفع ودفع الضرر.[1] الثاني: أنها عرّفت للعقل وأنّ اللَّه سبحانه أرشد عقول بني آدم الى معرفته، فهي على الاول فطرة القلب وعلى الثاني فطرة العقل. ويشهد للاول ظهور جملة من الروايات أو انصرافها أولًا، وقوله عليه السلام فطرهم اللَّه حين أخذ ميثاقهم ... ثانيا، فان المعرفة العقلية لاتوقت بحين، وان شئت فقل إنّ إدراك العقل ذاتي له وأنّه يدرك بالذات احتياج المعلول الى العلة. وقوله الحنيفية هي الفطرة بناء على انها هي الميل الى الحق والميل من شؤن القلب دون العقل. ويشهد للثاني قوله في صحيح زرارة: «وأراهم صنعه» أولًا وقوله في جملة من الروايات: «ولو لا ذلك لم يدر أو ما عرف أو لم يعرف أحد خالقه»، بداهة ان عدم معرفة الخالق منوطة بعدم ادراك العقل لا بعدم فطرة القلب ثم اعلم ان كون معرفة اللَّه تعالى وتوحيده فطرياً بالمعنى الثاني يمكن اثباته بالحجة العقلية فان العقل مجبول على الاذعان بالعلة عند ادراكه المعلول ولذا ذهب العقلاء كلهّم إلّاماشذّ الى انتهاء الكائنات الى علة العلل اي‌موجود مؤثر غير مخلوق وان اختلفوا في مصداقه، وأمّا بالمعنى الثاني فغاية ما يمكن ان يقال في اثباتها انها امروجداني أو أنّ البشر من بدو وجودهم معتقدون بإله يعبدونه فليست المعرفة والعلاقة بالعبادة أمراً تلقينيا فتأمّل جيدا. وبالجملة يحتمل أحتمالًا يعتدّ به أنّ مرجع قوله تعالى: «فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها» وقوله تعالى: «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ» ... واحد وهو التدليل على كون المعرفة فطرية العقل، ولا ينافيها تحين الاشهاد بحين فانّه حين إرائة الصنع كما صرّح به في رواية زرارة المتقدمة ولكن الانصاف انه لا سبيل لنا الى نفي كونها فطرة القلب لا بحسب الوجدان ولا بحسب الآيات والروايات واللَّه العالم.

ثم انه قد يقال ان الفطريات القلبية قد تكون شعورية كمحبة الأولاد، أو العلاقة بما يعتقد كمالًا وعلماً وشجاعةً وايثاراً مثلًا وقد تكون لا شعورية وكون التوحيد فطرياً إنمّا هو بالمعنى الثاني فهو يسوق الانسان لوخلى وطبعه الى اللَّه تعالى وان لم يلتفت الانسان‌


[1] . ولو على النحو اللاشعور.

نام کتاب : معجم الأحاديث المعتبرة نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست