نام کتاب : صراط الحق في المعارف الإسلامية و الأصول الإعتقادية نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف جلد : 1 صفحه : 277
مجال له أبدا من جهة الحكمة
النظرية و أحكام العقل العلمية. نعم يمكن أن يقرّر الاستدلال من وجهة الحكمة
العملية فيقال: الواجب و ان كان مختارا غير أن إهمال الأصلح أو الصالح قبيح منه، و
هو لحكمته البالغة لا يفعله و ان كان قادرا عليه، بل مرّ أن صدور الأكمل أو الكامل
لازم عنه، فهذا السؤال له وجه و لا يدفعه الوجوه المتقدّمة كما هو مسلم عند من
انصف من نفسه.
و
لكن هؤلاء القوم لو تركوا العصبية و العناد، و امتنعوا من السب و الطعن، و أسكتوا
غضبهم لنجيبهم بأنّ قدم الممكن ممتنع، و الممتنع المحال لا يعقل صدوره عن الواجب؛
إذ لا قابلية له لتعلّق القدرة الكاملة العميمة الواجبة به فأين ترك الجود و امساك
الفيض؟ و أين البخل؟ و مع الغض عما قلناه آنفا أين تخلّف المعلول عن العلّة؟ فإن
الشيء اذا كان ممتنع الوجود لا يصير معلولا ابدا، و هذا ظاهر.
و
أما توضيح الجواب فسيمرّ عليك إن شاء اللّه، فانتظر و هذا الجواب يكفي لإبطال جميع
الوجوه المستدلّ بها على قدم العالم.
أدلّة
حدوث العالم
أكثر
المتكلّمون دلائلهم على حدوث ما سوى اللّه، و قد نقل أكثرها صاحب الأسفار في آخر
إلهيات كتابه الأسفار، و أجاب عنه حسب ما اقتضى تفكيره الفلسفي، و ها هنا وجوه أخر
نذكرها نحن مع وجه واحد من تلك الدلائل، فمنها ما في المواقف و غيرها[1]
من أن العالم فعل الفاعل المختار، و القديم لا يستند إلى المختار كما مر، فينتج من
الشكل الثاني أن العالم ليس بقديم.
أقول:
الصغرى برهانية عندنا كما دريت في مبحث الاختيار، و أما الكبرى فهي مسلّمة بين
المتكلّمين و الفلاسفة فان القصد لا يتعلّق إلا بالمعدوم بالضرورة، لكن قد عرفت أن
ما استدلّ لتصحيحها غير تمام و سيأتي ما يتعلق به.
و
منها: ما دلّ على استحالة مطلق ما لا نهاية له في جانب الماضي من برهان التطبيق و
غيره، لكننا أشرنا فيما مضى إلى أنه عندي غير تمام.
و
منها: ما ذكره العلّامة المجلسي قدّس سرّه[2]
من أن الجعل لا يتصوّر في لقديم؛ لأن تأثير العلّة إما إفاضة أصل الوجود، و إما
إفادة بقاء الوجود و استمرار الجعل الأول، و الاول هي العلّة الموجدة و الثاني هي
المبقية، و الموجود الدائمي محال أن تكون له علّة موجودة كما تحكم به