عدم جعل الجنّة لمريدي العلوّ و
الفساد على حرمة إرادتهما، فإذا ألحقنا غيرهما بهما يتمّ المطلوب، و قد مرّ في
عنوان التجرّي في الجزء الأوّل ما يرتبط بالمقام.
نعم،
في رواية أبي بصير عن الصادق عليه السّلام: «إنّ المؤمن ليهمّ بالحسنة و لا يعمل،
فتكتب له حسنة، فإن هو عملها كتبت له عشر حسنات، و أنّ المؤمن ليهمّ بالسيّئة أن
يعملها فلا يعملها، فلا تكتب عليه».[1]
و
في صحيح الفضيل بن عثمان المرادي، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول:
«قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: ... يهمّ العبد الحسنة ... كتب اللّه له حسنة
بحسن نيّته ... و يهمّ بالسيّئة أن يعملها فإن لم يعملها لم يكتب عليه شيء، و إن
هو عملها أجّل سبع ساعات، قال صاحب الحسنات لصاحب السيّئات و هو صاحب الشمال: لا
تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها، فإنّ اللّه يقول: إِنَّ
الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ أو الاستغفار، فإن هو قال: أستغفر
اللّه الذي لا إله إلّا هو عالم الغيب و الشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذو
الجلال و الإكرام و أتوب إليه، لم يكتب عليه شيء، و إن مضت سبع ساعات و لم يتبعها
بحسنة و لا استغفار، قال صاحب الحسنات لصاحب السيّئات: اكتب على الشقيّ المحروم».[2]
و
في صحيح بكير أو حسنته بناء على أنّه ابن أعين- عن الصادق عليه السّلام أو عن
الباقر عليه السّلام: «إن اللّه قال لآدم عليه السّلام: يا آدم! جعلت لك أن من همّ
من ذرّيّتك بسيّئة لم تكتب عليه، فإن عملها كتبت عليه سيّئة، و من همّ منهم بحسنة
فإن لم يعملها كتبت له حسنة، و إن هو عملها كتبت له عشر».[3]
و
في صحيح جميل عن الصادق عليه السّلام: إذا همّ العبد بالسيّئة[4]
لم تكتب عليه، و إذا همّ بحسنة كتبت له»[5]
إلى غير ذلك من الروايات.
و
يمكن أن يقال: إنّ عدم الكتابة لا يدلّ على عدم الحرمة. ففي صحيح زرارة عن
[1] . بحار الأنوار، ج 5، ص 325، و في سندها عثمان بن
عيسى و هو ضعيف على الأصحّ.
[2] . المصدر، ص 336. تشهد الرواية على أنّ عدم الكتابة
لا تدلّ على عدم الحرمة، نعم، لا شكّ في دلالته على عدم العقاب و لو عفوا و تفضّلا
منه تعالى.