قال
اللّه تعالى: وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَ ذَرُوا
الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ.[1]
قيل:
«اللحد» و «الإلحاد» بمعنى واحد، و هو التصرّف، و الميل عن الوسط إلى أحد
الجانبين. و منه لحد القبر؛ لكونه في جانبه، بخلاف الضريح الذي في الوسط، فقراءة
«يلحدون» بفتح الياء من المجرّد- و «يلحدون» بضمّ الياء من باب الإفعال- بمعنى
واحد، و نقل عن بعض اللغويّين: «اللحد» بمعنى الميل إلى جانب. و «الإلحاد» بمعنى
الجدال و المحاراة.
قال
في مجمع البيان:
أي
دعوا الذين يعدلون بأسماء اللّه تعالى عمّا هي عليه، فيسمّون بها أصنامهم، و
يغيرّونها بالزيادة و النقصان، فاشتقّوا «اللّات» من «اللّه» و «العزّى» من
«العزيز» و «منات» من «المنّان» عن ابن عباس و مجاهد.
و
قيل: إنّ معنى «يلحدون في أسمائه»، يصفونه بما لا يليق به، و يسمّونه بما لا يجوز تسميته
به، و هذا أعمّ فائدة، و يدخل فيه قول الجبّائي: «أراد تسميتهم المسيح بأنّه ابن
اللّه». و في هذا دلالة على أنّه لا يجوز أن يسمّى اللّه تعالى إلّا بما سمّى به
نفسه، انتهى كلامه.
أقول:
و عليك بمراجعة التفاسير. و أمّا دلالة الآية على توقيفيّة أسماء اللّه تعالى كما
ذكره الطبرسي قدّس سرّه أخيرا-، فمحلّ منع، و فصّلناه في صراط الحقّ، فراجع الجزء
الثاني منه. و على كلّ، لا بعد في دعوى ظهور الآية في منع إطلاق أسمائه تعالى على
غيره بأن يكون هو المراد من الإلحاد، و لا بدّ من إخراج أسمائه المشتركة، كالرحيم،
و المعين، و الرؤف و نحوها، و يحتمل إرادة إطلاق أسمائه تعالى على الأصنام و
الأوثان على نحو التعظيم دون مجرّد العلميّة.