قال
تعالى: إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ
الْفَرِحِينَ.[1]
و
قال تعالى: ... ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ
الْحَقِّ وَ بِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ.[2]
قيل:
الفرح مطلق السرور: و المرح الإفراط فيه. و عن الراغب: «الفرح: انشراح الصدر بلذّة
عاجلة، و أكثر ما يكون ذلك في اللذّات البدنيّة. و المرح: شدّة الفرح و التوسّع
فيها».
أقول:
الظاهر عدم حرمة الفرح، و لا أدري بها قائلا و نهي قارون من قومه في الآية الأولى
إرشاديّ ظاهرا؛ فإنّ الفرح بالحياة الدنيا يستلزم نسيان الآخرة، و الإقبال على
الدنيا، و عدم المبالات بالدين و حدوده، كما لا يخفى على من أمعن النظر في حال
العباد في البلاد، و اللّه العالم.
382.
الفرار من الزحف
و
في جملة كثيرة من الروايات الصحاح و غيرها أنّ الفرار من الزحف من الكبائر، و
علّله (أي كونه كبيرة) الصادق عليه السّلام في صحيح السيّد عبد العظيم بقوله
تعالى: وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً
لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَ
مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ.[3]
و
في الشرائع و الجواهر:
فلا
يجوز الفرار إذا كان العدوّ على الضعف أو أقلّ ...
فالمراد
حرمة الفرار من الحرب و الهرب منها و هو المكنّى عنه بتولية الدبر دون غير ذلك،