قال
اللّه تعالى: وَ لا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ.[1] و
لا يخفى أنّ النهي المذكور لا يتضمّن حكما جديدا.
346.
العجب
في
صحيح الثمالي عن السجاد عليه السّلام، قال: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله: ثلاث منجيات: خوف اللّه في السرّ و العلانية، و العدل في الرضا و الغضب، و
القصد في الغنى و الفقر. و ثلاث مهلكات: هوى متّبع، و شحّ مطاع، و إعجاب المرء
بنفسه»[2].
أقول:
الروايات الواردة في ذمّ العجب كثيرة جدّا، بل لا يبعد حصول العلم بصدور بعضها عن
المعصوم عليهم السّلام.
و
قال سيّدنا الحكيم قدّس سرّه في مستمسكه:
نعم،
يظهر من كثير من الأخبار حرمته لكنّه لا ينطبق على العمل ليمتنع التقرّب به حينئذ،
و مجرّد كونه من المهلكات و أنّه مانع من صعود العمل إلى اللّه سبحانه و من قبوله
أعمّ من الإبطال ...».[3]
أقول:
و لكن مع ذلك استفادة الحرمة الذاتيّة منها محلّ إشكال؛ لاحتمال إرادة الإرشاد إلى
لوازمه من ترك الوظائف اللازمة الشرعيّة، و عدم الخوف، و الرجاء إليه تعالى، فلاحظ
و تأمّل.
ثمّ
العجب في اللغة: الكبر. أعجب بنفسه: استكبر. أعجب بالشيء: أسرّ الشيء. و قال
بعضهم: «العجب: استعظام العمل الصالح، و استكباره، و الابتهاج له، و الإدلال به، و
أن يرى نفسه خارجا عن حدّ التقصير. و أمّا السرور به مع التواضع له تعالى و الشكر
له على التوفيق لذلك، فهو حسن. انتهى كلامه.