قال
اللّه تعالى: وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ[1]
ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ* لِيَحْمِلُوا
أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ مِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ
يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ.
أقول:
و أمّا قوله تعالى: وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى[2]
ففي غير المضلّ.
و
في خبر سماعة عن الصادق عليه السّلام قال: قلت له: قول اللّه عزّ و جلّ:
مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما
قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَ مَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً[3]،
فقال: «من أخرجها من ضلال إلى هدى فكأنّما أحياها و من أخرجها من هدى إلى ضلال فقد
قتلها»[4].
و
في صحيح هشام بن الحكم و أبي بصير عن الصادق عليه السّلام قال:
«كان
رجل في الزمن الأوّل طلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها، و طلبها من حرام فلم يقدر
عليها، فأتاه الشيطان، فقال له: ألا أدلّك على شيء تكثر به دنياك و تكثر به تبعك؟
فقال: بلى. قال: تبتدع دينا و تدعو الناس إليه، ففعل، فاستجاب له الناس و أطاعوه،
فأصاب من الدنيا، ثمّ إنّه فكّر، فقال: ما صنعت؟ ابتدعت دينا و دعوت الناس إليه،
ما أرى لي من توبة إلّا أن آتي من دعوته إليه فأردّه عنه، فجعل يأتي أصحابه الذين
أجابوه، فيقول: إنّ الذي دعوتكم إليه باطل، و إنّما ابتدعته، فجعلوا يقولون: كذبت،
هو الحقّ و لكنّك شككت في دينك، فرجعت عنه! فلمّا رأى ذلك عمد إلى سلسلة فوتّد لها
وتدا، ثمّ جعلها في عنقه، قال: لا أحلّها حتى يتوب اللّه عزّ و جلّ عليّ، فأوحى
اللّه عزّ و جلّ إلى نبيّ من الأنبياء، قل لفلان: و عزّتي! لو دعوتني حتّى تتقطّع
أوصالك ما استجبت لك حتّى تردّ من مات على ما دعوته إليه فيرجع عنه»[5].
و للحديث طرق و أسناد كثيرة.
[1] . و الضمير في قوله تعالى« لهم» يرجع إلى
المستكبرين.