responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حدود الشريعة نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف    جلد : 1  صفحه : 379

مؤمن إلّا كان اللّه عند ظنّ عبده المؤمن؛ لأنّ اللّه كريم بيده الخير يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظنّ ثمّ يخلف ظنّه و رجاءه، فأحسنوا باللّه الظنّ، و ارغبوا إليه»[1].

و في صحيح ابن الحجّاج عن الصادق عليه السّلام، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: «إنّ آخر عبد يؤمر به إلى النار فيلتفت، فيقول اللّه جلّ جلاله: اعجلوه، فإذا أتي به، قال له: عبدي لم التفتّ؟

فيقول: يا ربّ! ما كان ظنّي بك هذا. فيقول اللّه جلّ جلاله: عبدي ما كان ظنّك بي؟ فيقول: يا ربّ! كان ظنّي بك أن تغفر لي خطيئتي و تدخلني جنّتك؛ قال:

فيقول اللّه جلّ جلاله: ملائكتي! و عزّتي، و جلالي، و آلائي، و ارتفاع مكاني! ما ظنّ بي هذا ساعة من حياته خيرا قطّ، و لو ظنّ بي ساعة من حياته خيرا، ما روّعته بالنار، أجيزوا له كذبه، و أدخلوه الجنّة.- ثمّ قال أبو عبد اللّه:- ما ظنّ عبد باللّه خيرا إلّا كان له عند ظنّه، و ما ظنّ به سوء إلّا كان اللّه عند ظنّه به؛ و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ: وَ ذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ‌[2].

282. سوء الظنّ بالمؤمنين‌

قال اللّه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ‌[3].

أقول: المراد من الكثير من الظنّ هو الظنّ السوء؛ فإنّ الظنّ الخير مأمور به. قال اللّه تعالى: لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً.


[1] . المصدر، ص 181.

[2] . المصدر، ص 182، و البرهان، ج 4، ص 108.

أقول: و يحتمل حمل المنع على الإرشاد، كما يحتمل حمله على المولويّة. و لا يبعد اختصاص سوء الظنّ الممنوع بعدم الغفران و غيره ممّا يرجع إلى الآخرة، فمن ظنّ- و لو لأجل التجربة- بأنّ اللّه لا يقضي حاجته، لم يرتكب إلّا المرجوح و ترك الأفضل. ثمّ أنّ الآية المشار إليها في الحديث الأخير تمنع عن الظنّ بأنّ اللّه لا يعلم كثيرا ممّا يعلمه الناس.

[3] . الحجرات( 49): 12.

نام کتاب : حدود الشريعة نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف    جلد : 1  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست