لكنّ في صحيح حريز عن سدير،
قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: أطعم سائلا لا أعرفه مسلما؟ فقال: «نعم،
أعط من لا تعرفه بولاية و لا عداوة للحقّ، إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول:
وَ
قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً، لا تعط من نصب بشيء من الحقّ، أو
ادّعى إلى شيء من الباطل»[1].
أقول:
لا يبعد حمله على الكراهة، فلا يكون دليلا على الحرمة.
و)
هل يلحق بالكفّار أرباب المذاهب الباطلة المنتحلة للإسلام أم لا؟
يمكن
أن يختار الشقّ الأوّل، و يدلّل عليه بوجوه:
1.
أنّ المناط في النهي عن محبّة الكفّار و اتّخاذهم أولياء بعينه موجود فيهم أيضا،
فيسحب الحكم أيضا.
2.
قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ، و لا شكّ أنّ معتنقي المذاهب الباطلة إذا كانوا
مقصّرين في تحقيق الحقّ، مغضوب عليهم للّه تعالى.
3.
قول الصادق عليه السّلام في صحيح ابن الحجّاج: «من قعد عند سباب أولياء اللّه، فقد
عصى اللّه»[2].
4.
قوله عليه السّلام أيضا في صحيح العقرقوقي بعد السؤال عن قوله تعالى:
وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ
يُكْفَرُ بِها وَ يُسْتَهْزَأُ بِها ... فقال: «إنّما عني بهذا الرجل
يجحد الحقّ، و يكذّب به، و يقع في الأئمّة، فقم من عنده، و لا تقاعده كائنا من
كان».
5.
خبر ابن فضّال، قال: سمعت الرضا عليه السّلام يقول: «من واصل لنا قاطعا، أو قطع
لنا واصلا، أو مدح لنا عائبا، أو أكرم لنا مخالفا، فليس منّا و لسنا منه»[3]،
و منها غير ذلك، و الخبر يضعف بضعف مصدره و هو كتاب صفات الشيعة.
[1] . البرهان، ج 1، ص 120. سدير مجهول فالرواية غير
معتبرة مطلقا.