و العمدة هي رواية إسحاق قال:
قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: رجل صائم ارتمس في الماء متعمّدا عليه قضاء ذلك
اليوم؟ قال: «ليس عليه قضاؤه و لا يعودنّ»[1].
و
قوله: «لا يعودنّ» دليل على الحرمة، خلافا للسيّد الحكيم قدّس سرّه و لكنّ في
السند عمران بن موسى المشترك بين الثقة و المجهول، و محمّد بن الحسين المشترك بين
الثقة و غيره، و كان سيّدنا الأستاذ الخوئي دام ظلّه يدّعي انصراف الإسمين إلى
الثقتين بدليل أنّهما المشهورين.
و
قال في معجمه بوحدتهما، و أنّ موسى بن عمران الأشعري و الزيتوني الثقة واحد لكنّ
فيه تأمّل، و عليه، فلا مجال لرفع اليد عن ظاهر ما دلّ على أنّه كبقيّة المفطرات،
فالمسألة خارجة عن غرض الرسالة، و إنّما ذكرناها؛ لأنّا كنّا نميل إلى الحرمة
الذاتيّة سابقا؛ وفاقا للمحقّق قدّس سرّه.
و
أمّا ما يدّعيه سيّدنا الأستاذ الخوئي دام ظلّه شفاها من أنّ الرواية- على تقدير
اعتبار السند- تترك؛ لأنّ قوله عليه السّلام في الصحيح: «لا يضرّ الصائم ما صنع إذا
اجتنب ثلاث خصال: الطعام، و الشراب، و النساء، و الارتماس في الماء»[2]
نصّ في اعتبار عدم الارتماس في الصوم. و لا يعمل بالظاهر المعارض بالنّص، فعندي
غير قويّ؛ فإنّ الصراحة في ضرر الصائم بالارتماس، و أيّ ضرر أعظم من الحرمة. و
استحقاق العقاب، و ليس الصحيح صريحا في إضراره- أي الارتماس- بالصوم و إفساده،
فالعمدة في المقام سند الرواية[3].
رمي
البريء
قال
اللّه تعالى: وَ مَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ
بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِيناً[4]
لكنّه كذب و افتراء و توهين، فليس بحكم على حدة و إن كان العقاب مضاعفا، أي
استحقاقه.
243. رمي حمام الحرم
في
صحيح معاوية بن عمّار، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: «الصاعقة لا تصيب
المؤمن»، فقال له رجل: فإنّا قد رأينا فلانا يصلّي في المسجد الحرام فأصابته! فقال
أبو عبد اللّه «كان يرمي حمام الحرم»[5].
و قال
تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ
الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ[7] و
سيأتي بحثه في حرف «ق» في هيأة «القذف».
الرهبانيّة
في
رواية عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: «ليس في أمّتي رهبانيّة، و لا سياحة و
لأزمّ». «يعني سكوت»[8]، لكنّ سند
الرواية ضعيف.
و
في خبر عليّ بن جعفر عن أخيه موسى عليه السّلام قال: سألته عن الرجل المسلم: هل
يصلح له أن يسيح في الأرض، أو يترهّب في بيت لا يخرج عنه؟ قال: «لا»[9].
لكن
لم أجد سندا لكتاب عليّ بن جعفر[10]، كما ذكرناه
في كتابنا بحوث في علم الرجال، بعد طبع هذا الكتاب بمدّة كثيرة.
و
في رواية أنس، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: «يا عثمان! إنّ اللّه تبارك
و تعالى لم يكتب