و
قال تعالى: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ
يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ
أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ[2].
ههنا
موارد للكلام و البحث:
أ)
موضوع الحكم في هذه الآيات
و
هو كما يلي:
1.
المتّخذون دين الاسلام هزوا و لعبا، سواء كانوا كفّارا أو أهل كتاب، كما في الآية
الأولى، و كلمة «من» فيها تبعيضيّة، كما هو الظاهر، فلا يكون الموضوع جميع أهل
الكتاب و الكفّار، بل بعضهم، و هم الموصوفون بما ذكر، و يحتمل- غير بعيد- كون كلمة
«من» بيانيّة، فيكون الموضوع جميعهم، لكنّ الأوّل إن لم يكن ظاهرا لا أقلّ من كونه
قدرا متيقّنا في مقام التخاطب.
2.
اليهود و النصارى، سواء استهزؤا بالإسلام أم لا، قاصرون في اعتقادهم أو مقصّرون، و
لا يبعد إلحاق بقيّة أصناف الكفّار بهما بطريق أولى، أو بوحدة الملاك.
3.
المستحبّون الكفر على الإيمان، أيّ نوع كفر كان، و لو كانوا آباء أو إخوانا فضلا
عن سائر الأقارب و الأجانب، قاصرين كانوا أم مقصّرين، مضرّين أو نافعين لبعض
الأشخاص.
4.
الكافرون، قاصرين كانوا أم مقصرّين، يضرّون بالإسلام و المسلمين أم لا.