قال اللّه تعالى: وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ
بَلْ أَحْياءٌ وَ لكِنْ لا تَشْعُرُونَ[1].
أقول:
حرمة الحسبان المذكور إمّا لأجل إنكار البرزخ، أو لأجل التسوية بين الشهداء و سائر
الأموات و عدم تفضيل الشهداء على غيرهم، مع أنّ الشهداء فرحين بما آتاهم اللّه من
فضله و ... و لعلّ الأوّل أظهر، و تخصيص الشهداء لأجل شرافتهم و أفضليّتهم، أو
لأجل تشويق المؤمنين إلى الجهاد و نحو ذلك[2].
و
في ذيل صحيح أبي بصير عن الصادق عليه السّلام و هو ردّ على من يبطل الثواب و
العقاب بعد الموت[3] و هو يدلّ
على ما قلنا، لكن مصدر الرواية تفسير القمّي رحمه اللّه و لم يثبت اعتباره، كما
حرّرناه في كتابنا بحوث في علم الرجال.
و
أمّا الآية الثانية، فيمكن تفسيرها بما ذكرنا أيضا. و يمكن أن يستفاد منها حرمة
تسمية الشهداء بالأموات، و أنّه لا يجوز أن يقال للشهيد: ميّت لكن الالتزام بحرمة
التسمية المذكورة مشكل، و اللّه العالم.
174.
الحسد
في
صحيح محمّد بن مسلم، قال أبو جعفر عليه السّلام: «إنّ الرجال ليأتي بأدنى بادرة
فيكفر، و أنّ الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب»[4].
و
في صحيح معاوية بن وهب، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: «آفة الدين الحسد و
العجب و الفخر»[5].
أقول:
الظاهر أنّ كلّ واحد منها آفة للدّين لا مجموعها.
[2] . ما ذكرناه في وجه التخصيص منبيّ على المشهور من
إثبات الحياة البرزخية لكلّ أحد و فيه كلام طويل الذيل ذكرناه في كتابنا: فوائد
دمشقيّة، و روح از نظر دين و عقل، و علم روحى جديد.
[3] . تفسير البرهان، ج 1، ص 325 و وسائل الشيعة، ج 8،
ص 594.