قال
اللّه تعالى: وَ ما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا الْكافِرُونَ* ... وَ ما
يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا الظَّالِمُونَ[1].
و
ورد ذكر الجحد في صورة «هود» و «الأنعام» و «الأعراف» و «النّحل» و «النّمل» و
«غافر» و «الأحقاف» و «فصّلت» و «لقمان».
أقول:
و لعلّ المراد من جحد آيات اللّه أو جحد نعمت اللّه- كما في الآيات- الراجع إلى
إنكار اللّه و صفاته، فيكون من أقسام الكفر، فلا يكون موضوعا لحكم جديد.
و
أما الجحد بشيء من الأحكام و غيرها ممّا ثبت في الإسلام، فهو حرام بالعرض بلا
ريب، بل إن علم المجحود من النبيّ، يكون جحده موجبا للكفر، و كذا إن علم من الإمام
المعلوم إمامته، و إلّا فيكون موجبا للخروج عن المذهب دون الدين، و عليه، فإنكار
الشيعة ما ثبت عنده أنّه من الإمام يوجب الكفر دون إنكار المخالفين. و أمّا إذا
جحد شيئا لم يثبت عنده من الدين، فلا شيء عليه؛ إذا لم يكن مقصّرا، بل لا شيء
على منكر المعارف؛ إذ كان جاهلا قاصرا و إن حكم عليه في الدنيا بالكفر. و أمّا في
الآخرة، فلا يستحقّ العقاب، بل يمتحن هناك فيستحقّ الثواب أو العقاب على الطاعة أو
المخالفة[2].