ما أشبه ذلك من الصدوق و غيره
من العلماء الأعلام رحمه اللّه بمقدار معتد به، و لا بدّ لإثبات ذلك في حقّ كلّ
فرد من المراجعة.
و
قد نقل المامقاني أسماء مشائخ الصدوق الّذين روي عنهم و ترحّم عليهم، أو ترضى
عنهم، مطردا أو أحيانا و غيرهم.[1]
و
هنا احتمال آخر، و هو استناد تكرر التّرحم إلى مزيد استفادة الصّدوق، مثلا عن
المرحوم، و حسن عنايته بأساتيذه و نحو ذلك من الحقوق العرفيّة دون الوثاقة، و هذا
الاحتمال و إن لم يوجد له دفع غير أن ما ذكرنا أوّلا أظهر.
و
قد يقال إنّ الرحملة و الرضيلة من الصّدوق إشارة إلى تشيع مشائخه دون وثاقتهم،
لكنّه حدس مرجوح إذا أكثر هؤلآء لا يحتاجون إلى إثبات تشيّعهم، كما أن التّفصيل
بين التّرضيّة و التّرحيم أيضا غير واضح.
ثمّ
إنّ لهذه القاعدة كأخواتها استثناءات، كما في الحسن بن محمّد بن يحيى، حيث ترضّي
عنه الصّدوق و ترحّم عليه مع أنّ جمعا ضعّفوه كما حكاه النجّاشي خلافا للوحيد،
فلاحظ.
و
المؤلّف الفقير حينما كان يلقي محاضراته في علوم الرجال و الكلام و الفقه في قم
المشرّفة، و يحضرها أكثر من مأتي تلميذ، طلبت منهم التّحقيق في كتب الصدوق رحمه
اللّه و إخراج عدد ترحّمه و ترضيّه عن مشايخه، فتتبّع جملة منهم في كتب الصّدوق، و
نذكره هنا (الطّبعة الخامسة) من هذا الكتاب حسب ما ذكروه و كتبوه لي مختصرا.
تفحّص
بعض تلامذتي في علم الرجال و غيره كتب الصدوق: الأمالي و العلّل، و الخصال، و
العيون، و معاني الأخبار و التوحيد، و كمال الدين و فضايل الأشهر الثّلاثة، و صفات
الشّيعة و فضايل الشّيعة[2]، فكتب لي
نتيجة فحصه و تتبعه بمايلي:
[2] . يقول العلّامة المجلسي رحمه اللّه: إعلم أنّ أكثر
الكتب الّتي اعتمدنا عليها في النقل، مشهورة معلومة الانتساب إلى مؤلّفيها، ككتب
الصدوق، فإنّها سوى الهداية، و صفات الشّيعة، فضائل الشّيعة، مصادقة الإخوان و
فضائل الأشهر لا تقصر في الاشتهار عن الكتب الأربعه الّتي عليها المدار في هذه
الأعصار ... و كتاب الهداية أيضا مشهور، لكن لا بهذه المثابة ... انظر: البحار: 1/
26.
و أنا متوقّف من الحكم باعتبار
الرّوايات المعتبرة الأسانيد المذكورة في الكتب الثّلاثة الأخيرة المذكورة في
المتن.