و للسيّد الداماد كلام طويل في
إثبات هذا المعني[1] نقله السّيد بحر العلوم رحمه
اللّه في رجاله،[2] نذكر هنا بعضه تأييدا لأصل
المرام، و إن كان إثبات الصغريات محتاجا إلى المراجعة و التّحقيق ... قال رحمه
اللّه:
إنّ
لمشايخنا الكبراء مشيخة يوقّرون ذكرهم و يكثرون من الرّواية عنهم و الاعتناء
بشأنهم و يلتزمون أرداف تسميتهم بالرضيلة عنهم أو الرحملة لهم البتة، فأولئك أيضا
ثبت فخماء و إثبات أجلّاء ذكروا في كثب الرجال أو لم يذكروا.
و
الحديث من جهتهم صحيح .. و هم: كأبي الحسن علي بن أحمد بن أبي جيّد، و أبي عبد
اللّه الحسين بن عبيد اللّه الغضائري، و أبي عبد اللّه أحمد بن عبدون المعروف بابن
الحاشر، أشياخ شيخ الطّائفة أبي جعفر الطّوسي و الشّيخ أبي العبّاس النجّاشي ...[3].
و كابن شاذان ...
أحمد
بن علي بن الحسن، و ابن الجندي أحمد بن محمّد ... الجراح شيخي النجّاشي، يستند
إليهما و يعظّم ذكرهما كثيرا ... و كأشياخ الصدوق ...: الحسين بن أحمد بن إدريس
...
الأشعري
... و محمّد بن علي ماجيلويه القمّي ... و محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطّالقاني،
و أحمد بن علي بن زياد و محمّد بن موسى المتوكّل، و أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار
...
و
جعفر بن محمّد بن مسرور، و علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق، و المظفر بن
جعفر بن المظفر العمري العلوي ... و محمّد بن محمّد بن عصام الكليني و علي بن أحمد
بن موسى.
فهؤلآء
كلّما سمّي الصّدوق واحدا منهم في سند الفقيه و في أسانيده المعنعنة في كتاب عيون
أخبار الرضا، و في كتاب عرض المجالس- أي: أمالي الشّيخ الصّدوق. و في كتاب: كمال
الدّين و تمام النّعمة، قال: رحمه اللّه و كلّما ذكر اثنين منهم أو قرن أحدا منهم
بمحمّد بن الحسن بن الوليد، أو بأبيه الصّدوق، قال رضي اللّه عنهما. و كلّما سمّي
ثلاثة منهم ... قال: رضي اللّه تعالى عنهم.
ثمّ
سمّي السّيد الداماد جمعا آخر من مشائخ الصّدوق، و جمعا من مشائخ الكليني.
أقول:
المتيقّن هو الحكم بحسن حال من تكرّر في حقّه الرضيلة عنهم و الرحملة لهم أو
[1] . الرواشح السمائية: 104- 107، الراشحة: الثّلاثة و
الثلاثون.
[3] . لم يترحم النجّاشي على أشياخه في فهرسته( رجاله)
حين ذكر الأسانيد إلّا قليلا، و لعلّه لم يكثر من الترحّم و الترضّي عن أحدهم على
ما لا حظت مقدارا كثيرا من كتابه المذكور. و كذا الشّيخ في فهرسته في غير حقّ
الشّيخ المفيد.