أقول: إنّ توثيقه عبد الرحمن بن
حجاج، و فيض بن المختار، و سليمان بن خالد، و صفوان و محمّد بن إسحاق و ابن يقطين
و نضر بن قابوس، و غيرهم، تأكيد لا ثمرة له، فإنّهم ثقات أو ممدوحون بتوثيق غيره
أو مدحه، كما أنّ توثيقه معارض بجرح غيره في المفضل و داود الرقي و زياد بن مروان،
و محمّد بن سنان[1] فاثر توثيقه يظهر في الحسين
بن المختار و معاذ و نعيم و المخزومي و داود بن سليمان و يزيد بن سليط، و لا بدّ
من الاحتياط لما مرّ. و الظاهر أنّ نظره رحمه اللّه في توثيقاته العامّة وسيع، كما
ذكره بعض آخر أيضا على ما يأتي، فلو لم يعتن الباحث بتلك التّوثيقات المذكورة في
رسالته العدديّة و الإرشاد[2] بمقتضى الجملة الذهبية: انظر
إلى ما قيل و لا تنظر إلى من قال، لم يكن عندي بملوم، و اللّه العالم.
ثمّ
إنّ هنا أشخاصا آخرين يجب أو ينبغي الاحتياط في رواياتهم، كحسين بن علوان من جهة
إجمال كلام النجّاشي حوله و عبد الكريم الخثعمي، لتعارض كلام الشّيخ و النجّاشي في
حقّه و غيرهما، و اللّه العالم.
[1] . بل قال نفسه في رسالته العدديّة، المسمى ب:
جوابات أهل الموصل في العدد و الرؤية: 20، المطبوعة سنة 1413 ه بمطبعة مهر، في
مقام ردّ خبر حذيفة بن منصور: في طريقه محمّد بن سنان، و هو مطعون فيه لا تختلف
العصابة في تهمته و ضعفه، و ما كان هذا سبيله لم يعمل عليه في الدين.
أقول: فانظر إلى تناقض كلاميه،
ثمّ اقض، هل يجوز لنا الاعتماد على توثيقه هذا؟