الأوّل:
ليث بن البختري المرادي يكنّي بأبي بصير بلاشك، و كنّاه الشّيخ في رجاله بأبي
يحيى. و كنّاه النجّاشي بأبي محمّد[1]، و قال:
قيل أبو بصير الأصغر، لم يوثّقه الشّيخ و النجّاشي في كتبهما الثّلاثة.
و
أمّا الكشّي، ففي كتابه الواصل إلينا قال: اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء
الأوّلين من أصحاب أبي جعفر و أصحاب أبي عبد اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
انقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأوّلين ستّة ... ثمّ عدّ منهم أبا بصير
الأسدي، ثمّ نقل عن بعضهم مكان أبي بصير الأسدي، أبا بصير المرادي، و هو ليث بن
البختري.
أقول:
و حيث إنّ هذا البعض غير معلوم الوثاقة، فلا يجدي كلامه في حقّ المرادي توثيقه.
فتوثيق بعض الرجاليّين إيّاه نظرا إلى هذا الكلام ضعيف. و إن كان قوله بملاحظة
الرّوايات هو الحقّ.
و
نقل العلّامة قدّس سرّه عن ابن الغضائري أنّ أبا عبد اللّه عليه السّلام يتضجر به
و يتبرّم، و أصحابه مختلفون في شأنه. و عندي أن الطّعن إنّما وقع على دينه[2]
لا على حديثه و هو عندي ثقة ...
[1] . كذا كنّاه العلّامة و نقله عن ابن الغضائري أيضا،
فما ذكره المامقاني في هامش كتابه غير متين، فإنّه أنكر أن يكون أبو محمّد كنية
لليث.
[2] . الحديثان المعتبران الآتيان يدلّان على كذب هذا
الكلام، و إنّ المترجم أجلّ شأنا من أن يقع الطعن على دينه، بل يمكن أن نجعل هذا
الكلام دليلا على بطلان نسبة الكتاب إلى ابن الغضائري. و على كلّ لم يصحّ شيء من
الاخبار الذامة الواردة في حقّه، بل بعضها ضعيفة دلالة و سندا و بعضها غير وارد في
حقّه.