قال
السّيد الكاظمي قدّس سرّه: ما كان العلماء و حملة الأخبار، لا سيّما الأجلّاء و من
يتحاشي في الرّواية من غير الثقات فضلا عن الاستجازة ليطلبوا الإجازة في روايتهم،
إلّا من شيخ الطّائفة و فقيهها و محدّثها و ثقتها، و من يسكنون إليه و يعتمدون
عليه.
و
بالجملة: فلشيخ الإجازة مقام ليس للراوي.
و
من هنا قال المحقّق البحراني فيما حكي الأستاذان: مشائخ الإجازة في أعلى درجات
الوثاقة و الجلالة.
و
عن صاحب المعراج: لا ينبغي أن يرتاب في عدالتهم.
و
عن الشّهيد الثّاني: أنّ مشائخ الإجازة لا يحتاجون إلى التنصيص على تزكيتهم.[1]
و
لذلك صحّح العلّامة و غيره كثيرا من الإخبار مع وقوع من لم يوثّقه أهل الرجال من
مشائخ الإجازة في السند، إلى أن قال: و بالجملة فالتعديل بهذه الطّريقة طريقة كثير
من المتأخّرين، كما قال صاحب المعراج.
و
قال المحقّق الشّيخ محمّد في شرح الاستبصار: عادة المصنفين عدم توثيق الشّيوخ، و
كونه شيخا للإجازة يخرجه عن وجوب النظر في حاله لتصحيح السند، فلا يضرّ ضعفه أو
جهالته بصحّته إذا سلم غيره من رجاله.
و
في منتهي المقال: قال جماعة إنّ مشائخ الإجازة لا تضرّ مجهوليتهم؛ لأنّ أحاديثهم
[1] . و يردّه تعرض الرجاليّين لتوثيق أصحاب الإجماع، و
هم أعلى مرتبة من المشائخ، فكيف لم يتعرضوا لتوثيقهم؟