البحث الثالث عشر: في ذكر من
هم فوق التّوثيق و التحسين
اشتهر
في الطائفة الإماميّة أشخاص بتقواهم و فضلهم و جهادهم و تصلّبهم في دينهم عند
العوام، فضلا عن الخواصّ، و الشّيعة يعظّمونهم بعد أئمتّهم عليهم السّلام أكبر
تعظيم، و ربّما جاوزت جلالتهم عن حدّ الشّهرة، و صارت جزءا من معتقدات الطّائفة، و
يرفعون مقامهم عن مقام الموثقين و الجارحين من علماء الرّجال و غيرهم بكثير.
و
لا أظنّ بأحد من الباحثين أن يتوقّف في الحكم باعتبار حديث وقع أحد من هؤلآء
الأجلّاء العظماء في سنده و إن فرض عدم توثيقه من الرجاليّين إذا صحّ سند الحديث
من غير جهته.
و
هؤلآء كسلمان الفارسي و أبي ذر و مقداد، و حمزة سيّد الشّهداء و جعفر الطّيار، و
عمّار بن ياسر و مالك الأشتر، و حبيب بن مظاهر الأسدي و أبي الفضل العبّاس، و علي
أكبر و نظرائهم رضوان اللّه تعالى عليهم و حشرهم مع النّبيّ و الوصي و الأئمّة
عليهم السّلام.
و
هؤلآء جماعة من الرّجال و النّساء لا يخفى أسمائهم على الباحث الخبير، نعم، يمكن
أن يقع اختلاف في عدّ بعض الأفراد من هذه الطبقة، و هو بحث صغرويّ لا يهمّنا هنا.
نعم،
ثمرة البحث قليلة أو غير متحققة في الأسانيد، مع أنّ بعض هؤلاء ثبتت وثاقتهم
بالدّليل كما يظهر من خلال مطالب هذا الكتاب.