responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعاد في ضوء الدين و العقل و العلم نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف    جلد : 1  صفحه : 220

بينهما بحيث تصبح النار موطن هؤلآء و لايرضون بترك وطنهم فان تركه منافر أو عذاب أليم لهم.

يقول العربى فى محكى كلامه فى قوله تعالى: «أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ» البقرة: 217 و ذلك لأنّ أشدّ العذاب على أحد مفارقته الموطن الذى ألفه، فلو فارق النار أهلها لتعذّبوا باغترابهم عمّا أهلّوا له، و ان اللّه قد خلقهم على نشأة تألّف ذلك الموطن.

أقول‌: ترى هذا الكاتب يخالف الآيات القرآنية باختراع أمور خيالية لاينبغى الالتفات اليها و حق القول ان اضافة الأهل الى أحد أو الى شي‌ء قد يكون لأجل ألفته و قد تكون لأجل مقارنة خالية عن الرضا و النفرة، و قد تكون مقرونة بتنفر و انزجار كأهل الفسق و أهل الخسارة و أصحاب الخيانة و أهل القيادة و فهم الخصوصية فى كل مورد محتاج الى قرينة، و قد تكون لمجرد الاستحقاق و المجاورة كما فى الأسفار.

و منها: أنّ الإنسان بجميع افراده مفطورون على معرفة اللّه تعالى كما فى الكتاب العزيز .. «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ» الروم: 30 و اطلاق كلمة الناس يشمل الكافر و المؤمن فى الدنيا.

و فيه أيضاً: «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى‌ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‌ شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ، أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَ كُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَ فَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ» الأعراف: 172 و 173

و فيه: أنّ المعرفة الفطرية لا منشأ لحكم شرعى فى الدنيا أو الآخرة فقد ذم القرآن الكفار و المنافقين أشدّ الذم و شبّهم بالكلب و الحمار و وصفهم بالرجس و النجس (پليد) و أمر بقتلهم و هدّدهم بالخلود و العذاب فى النار، و هؤلاء يجعلها سبباً لنجاتهم من الخلود!!

على أنّ تلك المعرفة سواء كانت الآية دالة عليها أم لا، ليست بمهمة فى المقام فان المعارف تصير ضرورية فى القيامة و الكفار تؤمنون باللّه و المعاد و بجميع خصوصياته و بحقية الشرائع و بطلان عقائدهم و أعمالهم، فاذا لم تنفع هذا الإيمان الفعلى التفصيلى لرفع‌

نام کتاب : المعاد في ضوء الدين و العقل و العلم نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست