نام کتاب : الفقه و مسائل طبية - ط بوستان کتاب نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف جلد : 1 صفحه : 16
من النساء، أ يصلح له النظر
إليها؟ قال: «إذا اضطرّت إليه [فيعالجها- جامع]، إن شاءت[1]»،
فلاحظ.
أقول:
الحديث يدلّ على جواز نظر الطبيب إلى المريضة لاضطرارها، و تقييد النظر إليها بعدم
إمكان العلاج بالنظر إليها بالنظر إلى المرآة- كما عن بعض الفقهاء- خلاف إطلاق
الصحيحة، فلا نلتزم به، و اللّه أعلم بأحكامه.
و
لكن السند لا يخلو عن شائبة الإرسال، فإنّ رواية علي بن الحكم عن الثمالي و إن لم
تكن بممتنعة؛ إذ الثمالي- على ما قيل- قد روى عن الكاظم عليه السّلام في برهة
محدودة من زمانه عليه السّلام كما روى عن السجّاد و الباقر و الصادق عليهم
السّلام، و علي بن الحكم قد روى عن أصحاب أبي عبد اللّه عليه السّلام، لكن الخبير
المتعمّق في طبقات الرجال يستبعد روايته عنه، و يحتمل حذف الواسطة بينهما، و على
هذا الاحتمال لا بدّ من الاحتياط في مدلول الرواية. و ليس لكلمة «عن» ظهور قوي
عرفي في الاتصال المباشر حتّى يعتمد عليه.
و
في رسالة مؤلّفة لبعض العلماء:
إنّ
أبا حمزة الثمالي من أحداث الطبقة الثالثة و كبار الطبقة الرابعة، فإنّه كان من
أصحاب الأئمّة الثلاثة، و توفّي سنة 150، أي بعد سنتين من وفاة الإمام الصادق عليه
السّلام، و أمّا علي بن الحكم فهو من أحداث الطبقة السادسة و من تلاميذ ابن أبي
عمير المتوفّى سنة 217 فيستبعد روايته عن الثمالي، كيف و أنّ أستاذه ابن أبي عمير
لم يرو عنه بلا واسطة، و المتعارف رواية علي بن الحكم عن أبي حمزة بواسطة مالك بن
عطية و خطاب الأعور و حفص و إبراهيم بن مهزم و غيرهم.
أقول:
و على كلّ اتصال السند مجهول.
و
اعلم أنّه لا يبعد أن يقال: بأن رفع الحكم في حقّ المريضة مثلا لأجل الاضطرار و
الحرج و الضرر يدلّ بالملازمة العرفية على جواز نظر الطبيب إلى بدنها و لمسها
بمقدار الضرورة زمانا و محلّا، و على هذا فلا مشكلة للمريضة و الطبيب و إن لم نحكم
باعتبار خبر الثمالي سندا، فلاحظ.