نام کتاب : الفقه و مسائل طبية - ط بوستان کتاب نویسنده : المحسني، الشيخ محمد آصف جلد : 1 صفحه : 146
(8) الروح مجرّدة أو جسم
لطيف؟
ذهب
جمع من المتكلّمين إلى أنها جسم لطيف، و ذهب جمع من الحكماء إلى أنّها مجردة عن
المادة و لواحقها كالزمان و المكان، بل مال الحكيم السبزواري رحمه اللّه تبعا لشهاب
الدين السهروردي شيخ الإشراق إلى انها لا ماهية لها أيضا[1]،
و قبوله بل تصوّره مشكل.
فالروح
على المشهور عند الحكماء جوهر مجرّد، له نحو اتصال و علاقة بالبدن، و قد اقيمت
عليه دلائل عقلية و علمية، و لا بأس بالاعتماد على مجموعها. و من شاء فليراجع
محالّها؛ فإن نقلها و تفصيلها لا يناسب هذا الكتاب، و اللّه سبحانه و تعالى أعلم
بحقائق الامور و بواطن الأشياء.
(9)
القلب في القرآن
ذكرت
لفظتا: القلب و القلوب في آيات كثيرة من القرآن، و أسندت إليه في تلك الآيات امور
كثيرة، كالإثم، و الاطمئنان، و الغفلة، و المرض، و الختم، و الهداية، و الرعب و
عدم الفقه، و الزيغ، و التقوى، و التعقّل و عدمه، و العمى، و التقلّب، و
الاشمئزاز، و الكظم، و القفل، و إنزال السكينة، و إنزال الوحي، و جعل الرأفة، و
الرحمة، و الكسب، و الالفة، و الخير، و التعمّد، و الطهارة، و زينة الإيمان، و عدم
دخول الإيمان، و الطبع، و الحسرة، و الوجل، و الريب، و الغيظ، و اللهو، و الإخبات،
و امتحان التقوى، و الخشوع، و غير ذلك.
و
القلب عضو عضلي أجوف يستقبل الدم من الأوردة و يدفعه في الشرايين في الجهة اليسرى
من التجويف الصدري.
نعم،
ذكر أهل اللغة له معان أخرى، كالعقل و اللبّ و الفؤاد عن مختار الصحاح، و وسط
الشيء و لبّه و محضه و خالص الشيء و خياره عن المعجم الوسيط، و نفس الشيء و
حقيقته، عن لسان العرب، و في المنجد: القلب ...: العقل، قلب الجيش وسطه، قلب كلّ
شيء لبّه و محضه، و يقال: رجل قلب، أي خالص النسب.
فمعان
القلب بعد معناه المعروف هو العقل- و اليه يرجع اللب ظاهرا- و خالص الشيء و محضه
و خياره و نفس الشيء و حقيقته، هذه المفاهيم الأخيرة يصح انطباقها على الروح،