فَقُلتُ:
يا رَسولَ اللَّهِ، ما رَأَيتُكَ فَعَلتَ الَّذي فَعَلتَ اليَومَ! ما حالُكَ؟
قالَ: ولَقَد رَأَيتَهُ؟ قُلتُ: نَعَم، قالَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله:
ذلِكَ جَبرَئيلُ، لَم يَكُن لي هِمَّةٌ غَيرُهُ. ثُمَّ تَلا عَلَيهِ الآيَتَينِ.
قالَ
عُثمانُ: فَقُمتُ مِن عِندِ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله مُعجَباً بِالَّذي
رَأَيتُ، فَأَتَيتُ أبا طالِبٍ فَقَرَأتُهُما عَلَيهِ، فَعَجِبَ أبو طالِبٍ،
فَقالَ: يا آلَ غالِبٍ، اتَّبِعوهُ، تَرشُدوا وتُفلِحوا.[4]
170.
الإمام الباقر عليه السلام- في قولِهِ:
«حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا
الْحَقَّ وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ»-: وذلِكَ أنَّ أهلَ
السَّماواتِ لَم يَسمَعوا وَحياً فيما بَينَ أن بُعِثَ عيسَى بنُ مَريَمَ عليه
السلام إلى أن بُعِثَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله، فَلَمّا بَعَثَ اللَّهُ
جَبرَئيلَ إلى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله فَسَمِعَ أهلُ السَّماواتِ صَوتَ
وَحيِ القُرآنِ كَوَقعِ الحَديدِ عَلَى الصَّفا، فَصَعِقَ أهلُ السَّماواتِ،
فَلَمّا فَرَغَ مِنَ الوَحيِ انحَدَرَ جَبرَئيلُ، كُلَّما مَرَّ بِأَهلِ سَماءٍ
فُزِّعَ عَن قُلوبِهِم- يَقولُ: