فحديث جمع زيد للقرآن بشاهدين، ثم اضافة بعض الآيات بشهادة خزيمة، يصبح موضع شك، و ترديد كبير، هذا بالاضافة إلى ما سيأتي من وجوه تزيد من وهن هذه الرواية، و تضعيفها بما لا مزيد عليه ..
كما أننا نجد في كلام الامام الحسن عليه الصلاة و السلام، ادانة لأولئك الذين زعموا ضياع جانب من القرآن، و تكذيبا صريحا لهم ..
ثم هو (ع) يقرر حقيقة تحسم مادة النزاع، و هي أن القرآن مجموع محفوظ عند أهله ..
عند أهله!! من هم؟!:
و هذه العبارة تستدعي وقفة قصيرة، لبيان المراد منها ..
فهل يريد عليه السلام: بأهله: أولئك الحفاظ للقرآن الكريم، من الصحابة، أو من غيرهم، ممن يحتفظ لنفسه بمصحف تام، جمع فيه القرآن؟! ..
و لا يضر ذلك: أن البعض لم يكن يملك مصحفا تاما، ما دام: أن بامكانه أن يتمم النقص الذي عنده في أي وقت أراد ..
و هل نستطيع أن نجد في إطلاق الرواية ما يرجح هذا الوجه؟! ..
أم أنه عليه الصلاة و السلام، يريد بأهله خصوص أهل البيت عليهم السلام، و ان المراد: أن خصوص القرآن الذي جمعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و كتبه كتّابه، أو كتبه عليّ عليه السلام، و جعل فيه التأويل و التنزيل و غير ذلك،- هذا القرآن- مجموع و محفوظ عند أهل البيت عليهم السلام .. و هو في متناول أيدى الجميع ..
و لذا .. فلا تصح دعوى أن عمر أراد جمع القرآن في مصحف، ما دام مصحف النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نفسه موجودا عند أهل البيت عليهم السلام ..