أولا: لقد حاول البعض انكار نسبة ذلك إليه، مثل الرازي[1]، و ابن عبد الشكور[2]، و ابن المرتضى، و ابن حزم في المحلى[3]، و النووي في شرح المهذب، و ابي بكر ابن الطيب في التقريب[4].
و كذا الباقلاني، الذي استدل لذلك، بأنه لو صح عنه ذلك؛ لكانت الصحابة تناظره، و كان يظهر و ينتشر. و قد تناظروا في أقل من هذا .. ثم صرح بعد ذلك بأنها روايات شاذة، و مولّدة[5].
و نحن و إن كنا لا نوافق هؤلاء- كما سيتضح- فاننا إنما نورد كلامهم رعاية للامانة، و للاحاطة بالمطلب من جميع جوانبه، فان ابن مسعود، يمكن أن يكون قد عاش مرحلتين: مرحلة كان ينكر هما فيها ..
و مرحلة أخرى: كان يعترف فيهما بهما، بعد ثبوتهما لديه.
ثانيا: لقد قال الباقلاني: «كانت السنّة عنده (أي ابن مسعود): أن لا يكتب في المصحف، إلا ما أمر النبيّ (ص) باثباته فيه، و لم يجده كتب ذلك، و لا سمعه أمر به[6]».
[3] راجع: البرهان للزركشي ج 2 ص 127/ 128 و فواتح الرحموت، بهامش المستصفى ج 2 ص 9 و الاتقان ج 1 ص 79/ 80 و البحر الزخارج ج 2 ص 249 و جواهر الاخبار و الآثار بهامشه، عن الانتصار، و شرح الشفاء، لملا علي القاري ج 2 ص 315.