2- عن سعيد بن عبادة: ان رسول اللّه (ص)، قال: ما من رجل يتعلم القرآن، ثم ينساه إلا لقي اللّه يوم القيامة، و هو أجذم[2].
إلا أن يقال: إنه يقصد بهذه الرواية نسيان جميع القرآن، لا بعضه .. فلا تكون شاهدا لما نحن بصدده ..
3- و روى الترمذي: عنه (ص): عرضت علي أجور أمتي، حتى القذاة، يخرجها الرجل من المسجد، و عرضت علي ذنوب أمتي؛ فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن، أو آية، أوتيها رجل، ثم نسيها[3] و بمعناه غيره[4]
و ثالثا: إن القرآن هو من أهم الامور التبليغية، التي يفترض بالنبيّ (ص) أن يقوم بها، و هو محور دعوته (ص)، و أساسها الذي تقوم عليه .. فلو سلم أنه (ص) يمكن أن ينسى أي شيئ؛ فانه لا يمكن أن ينسى شيئا يرتبط بالتبليغ، و ما يعتبر اساس و محور الدعوة ..
و الاعتذار عن ذلك بأنه (ص) كان قد بلّغ تلك الآيات، و حفظها الصحابة، و كتبوها، و بلغ حفظها و كتابتها مبلغ التواتر[5].
[1] راجع: صحيح البخاري ج 3 ص 150 في ثلاث مواضع. و سنن الدارمي ج 2 ص 308/ 309 و 439 و مسند أحمد ج 1 ص 417 و راجع ص 382 و 438 و 423 و 429 و 449 و 463 و كنز العمال ج 1 ص 545 و 543 عن البخاري و أحمد، و مسلم، و الترمذي، و النسائي، و ابن حبان، و عن مستدرك الحاكم، و الطبراني، و محمد بن نصر و الترغيب و الترهيب ج 2 ص 362.
[2] سنن الدارمي ج 2 ص 437 و كنز العمال ج 1 ص 544 و 543 و 464 عن محمد بن نصر و مسلم و الدارمي، و الطبراني و البيهقي في شعب الايمان، و ابي داود، و أحمد و ابن حبان و الترغيب و الترهيب ج 2 ص 359.
[3] الجامع الصحيح للترمذي ج 5 ص 178/ 179 و كنز العمال ج 1 ص 543 عنه و عن ابي داود و الترغيب و الترهيب ج 2 ص 359 عن ابي داود و الترمذي و ابن ماجة و ابن خزيمة في صحيحه.
[4] كنز العمال ج 1 ص 544 و 545 عن محمد بن نصر، و الطبراني، و الخطيب في تاريخه و ابن ابي شيبة.