إننا إذا لا حظنا الحالة العامّة للقراء، و المهتمين بشؤون القرآن، فاننا نجد اولئك الذين يهتمون بالتحفظ على رسم المصحف، و على النص المنقول لفظه، و المجمع عليه عند الامة لم يسلموا من الوقوع في الاخطاء الفاحشة، و خلاف الصواب، و من هنا فاننا نجد:
أنه عدا عن أن كثيرا من أئمة الادب، قد خطّأوا القرّاء، و رموهم بضعف المقدرة في قواعد اللغة، و شطبوا على كثير من قراءاتهم، التي رأوها مخالفة للقواعد[1] .. فاننا نجدهم يضيفون إلى ذلك قولهم:
«.. قد وصف أبو الفتح عثمان بن جنّي عامة القراء في كتابة: «الخصائص»، بضعف الدراية، و يصفهم في «المصنف» بالسهو، و الغلط؛ إذ ليس لهم قياس يرجعون إليه ..»[2].
و قال القراء، و هو يتحدث عن بعض القراءات: «لعلها من وهم القراء؛ فانه قلّ من سلم منهم من الوهم»[3].
[1] راجع على سبيل المثال: التمهيد في علوم القرآن ج 2 ص 36/ 37.
[2] التمهيد في علوم القرآن ج 2 ص 37 عن: الدراسات( لعظيمة) ج 1 ص 32/ 33.
[3] التمهيد في علوم القرآن ج 2 ص 39،( هامش) عن البحر المحيط ج 5 ص 419.