أن يكونوا لم يسمعوا منه (ص) جميع القرآن- كما أن كثيرين منهم، لم يشهدوا العرضة الأخيرة ..
و الذين سمعوه، لم يحفظوا كثيرا مما سمعوه ..
و على هذا .. فان ملاحظة جميع ما تقدم، لا تبقى مجالا للشك في أنهم إذا أراد أحد منهم، التعرض لقراءة القرآن- و كثير منهم لم يكن لديه مهارة كافية فيها، فلسوف يقع في اخطاء كثيرة، بسبب رسم الخط، و مشكلاته .. و عدم النقط، و التحريك، و غير ذلك مما المحنا إليه ..
و لعل بعض ما تقدم من قراءات، قد كان منشؤه ذلك .. كما أن ما نسب إلى ابي حنيفة، و عمر بن عبد العزيز، من قراءة: إنما يخشى اللّه من عباده العلماء، برفع لفظ الجلالة، و نصب لفظ العلماء[1]. لعل هذه القراءة، قد كان منشؤها ذلك، و لكن مكانة الرجلين الدينية، و السياسية، قد حالت دون نسبة الخطأ و الاشتباه إليهما، فجعلت ذلك قراءة لهما ..
و لكن البعض قد كان اكثر جرأة فجزم بكذب نسبة هذه القراءة إلى أبي حنيفة، من الاساس[2].
و كذا الحال بالنسبة لقراءة: بل يداه بسطان. بدل مَبْسُوطَتانِ[3].
[1] النشر في القراءات العشر ج 1 ص 16 و الاتقان ج 1 ص 76، و الجامع لاحكام القرآن ج 14 ص 344 و راجع: البرهان للزركشي ج 1 ص 341 و التمهيد في علوم القرآن ج 2 ص 44/ 45.