و مهما يكن من أمر، فان حديث أخذ عاصم، عن أمير المؤمنين عليه السلام، قد ذكره غير واحد من المؤرخين و المؤلفين[1]، و أخذ عنه حفص خصوص هذه القراءة.
قال حفص: قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها؛ فهي القراءة التي قرأتها على أبي عبد الرحمان السلمي، عن علي عليه السلام ..
و قد ذكر عاصم: أنه لم يخالف أبا عبد الرحمان في شيىء في قراءته؛ فان أبا عبد الرحمان لم يخالف عليا عليه السلام في شيىء من قراءته[2].
«و نقل عن الشيخ عبد الجليل الرازي، في كتابه: «نقض الفضائح»: أن عاصما كان امام الشيعة في القراءة، على غرار سائر القراء الكوفيين، قال:
و اكثر القراء من الحرمين، و العراقين هم شيعة آل البيت، مشهورين بالولاء الخاص لهذا البيت الرفيع»[3].
«و جميع المصاحف اليوم على قراءة حفص، عن عاصم، عن السلمي، عن علي عليه السلام»[4].
و قد ذكر العلامة الشيخ محمد هادي معرفت نصوصا كثيرة تثبت ذلك، فراجع[5].
و قال ابن شهر اشوب: «.. و أما عاصم، فقرأ على أبي عبد الرحمان السلمي،
[1] راجع: التمهيد في علوم القرآن ج 2 ص 195 و 242- 246، و الكنى و الالقاب ج 1 ص 111 و تهذيب تاريخ دمشق ج 7 ص 123. و بناء المقالة الفاطمية ص 100/ 101 و قراءات القراء المعروفين ص 102 و 106 و 108 و 140 و التيسير في القراءات السبع ص 9.