و هذا معناه: أن اللّه تعالى ليس مسؤولا عن هذه العاهات، بل المسؤول هم الآخرون.
غير أنه سبحانه قد وضع عقوبات صارمة على من خالف. كما أنه لم يحمّل صاحب العاهة مسؤوليات المعافى .. و عوضه في الدنيا ما يمكن تعويضه .. و إن كان من أهل الإيمان، و العمل الصالح، فإنه لا يحرمه في الآخرة من فضله، و لا بد أن تشمله رحماته الغامرة، و التي أهّل نفسه للاستفادة منها، و مكّنه من طلبها و استنزالها ..
و إذا أردنا أن نقترب قليلا من مورد الكلام في الآية المباركة، فإننا نقول:
الفطرة .. و الإنسان:
إن اللّه سبحانه حين يزود الإنسان بالفطرة، فإنه يعطيه إياها صافية من الشوائب، بريئة من العيوب، فيستقبلها كيانه، الذي قد تكون فيه تشوهات تمنع من استقباله للفطرة بصورة سليمة و قويمة ..
و لعل هذه التشوهات نشأت من خلل عارض على آلية تكوين النطفة، كأن تكون قد تكونت من حرام، أو في ظروف نفسية غير مواتية، أو في حالات و بأساليب حذّر الشارع منها .. أو من خلال وراثة خصائص غير سليمة، من خلال عدوان الآخرين على نواميس الخلق و الفطرة، وفقا للمروي عنهم [عليهم السّلام]: اختاروا لنطفكم، فإن الخال أحد الضجيعين ..
أو لغير ذلك من أسباب ..
و على كل حال، فإن الكيان الذي تنشأ فيه الفطرة، إنما هو بمثابة