responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 40

فينحصر الأمر بأن يكون المراد بالذكر في الآية هو متابعة رعاية واقع الشي‌ء بكل خصائصه و مزاياه، و كمالاته الوجودية، فذكره ليس بالسعي لتوضيح، معالمه، و وضع حدود وجوده .. بل برعايته و بجعله شيئا له أهلية الرقي المستمر و الحضور الدائم .. و ذلك إنما يكون بإفاضة كل ما يحتاج إليه من مزايا و كمالات و ألطاف تناسب وجوده ..

الامتنان الإلهي .. هداية، و رعاية:

و لعلك تقول: لقد نهى اللّه عن المن على الآخرين، فقال: وَ لا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ..[1]، و قال: قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ‌[2] ..

ثم يقول: بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ. فيكف ينهاهم سبحانه عن المنّ، ثم يمنّ هو عليهم؟! ..

و نقول في الجواب:

بما أن اللّه سبحانه هو الرب الهادي، و هو الخالق و المالك، و المنعم المتفضل، فامتنانه تعالى كمال، و هداية، و رعاية، و ربوبية.

و أما امتنان الناس على غيرهم، فهو نقص، و عجز، و هوان ..

و ذلك لأن امتنانه تعالى علينا لم يرد في سياق الادعاء، و لا هو بهدف التحقير و الإذلال. كما أنه ليس ناشئا عن عجب أو رياء، أو غرور، أو أي عيب آخر .. كما هو الحال في الامتنان الصادر عن البشر.

و إنما الامتنان منه تعالى قد جاء ليعيد الإنسان إلى حالة التوازن، و يفتح عينيه على واقعه، و هو للتذكير بالنعمة على سبيل إظهار حيثيات‌


[1] سورة المدثر الآية 6.

[2] سورة الحجرات الآية 17.

نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست