responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 33

عودة إلى كلمة «الإنسان»:

و نعود لتوضيح ما نرمي إليه هنا، فنقول:

لو أن كلمة الْإِنْسانِ‌ في الآية استبدلت بكلمة «البشر» لا نصرف الذهن إلى الإنسان المتجسد في الأفراد، كزيد، و بكر، و لدخل في وهم السامع: أن الحديث هو عن هذا الوجود المادي للإنسان. فهو من حيث جسميته له بشرة بادية .. و لا بد أن يتحصص و يتشخص في مكان، و يتقيد بزمان .. و لا بد أن له حالات و أطوارا، من قيام و قعود، و صحة و مرض .. و كبر و صغر، و لحم، و دم، و عظم، و عضلات، و يشبع، و يجوع ..

فيمكن أن يكون الحديث عن بشريته، بمعنى تكوين جسمه، و عن عوارض الأمراض، و عن خريطة عروقه و شرايينه، و عن عظامه، و حالاتها و أمراضها، أو عن كونه حيا، له روح، و نفس، و مشاعر، و أحاسيس. فما هي حقيقة تلك الروح أو النفس، و ما هي حالاتها، و كيف تتأثر و تؤثر ..

إلخ، أو عن مدى تأثيره بغيره، أو عن علاقته بربه، و بمجتمعه و محيطه، و نشاطه السياسي، و علاقاته الاجتماعية، أو عن النظم و الأجهزة، و المؤسسات، و السياسات التي يحتاجها .. أو عن مكوناته الإنسانية، بما له من ملكات، و مزايا، كالشجاعة، و الكرم، و العدالة، و غير ذلك.

مع أن ذلك كله ليس هو محط النظر الأساس في هذه الآية المباركة، و إن كان غير بعيد عن أجواء الحديث، بل المقصود هو تناول طبيعة الإنسان، و حقيقته، بما له من مزايا إنسانية .. من دون أي تركيز على خصوصية بعينها من كل ذلك الذي ذكرناه آنفا، أي أن السؤال هو عن الإنسان مطلقا في أي مرتبة من مراتب وجوده، و في أية حالة كان، و بأية صفة اتصف، و على أي مزية حصل .. لا من حيث كونه موجودا ماديا و حسب، بل من حيث كونه حاصلا على مزاياه الإنسانية كلها، أو في طور الحصول عليها كلها، أو بعضها،

نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست