responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 277

كما أن «لقّاه» .. معناها جعله يتلقى شيئا آخر، أما «لاقاه»، فمعناها أنه هو نفسه قد التقى معه.

أضف إلى ما تقدم: أن «لاقاه» تحتاج في تعديها إلى النضرة، إلى توسيط حرف الجر، فتقول: لاقاهم بالنضرة، أما كلمة «لقّاه» فتتعدى بنفسها فتقول: لقاهم نضرة ..

بقي أن نشير إلى أن كلمة «لقّاهم» بمعنى جعل فيهم أهلية التلقي، مع فعلية إفاضة النضرة و السرور عليهم، و ليس المراد بها مجرد جعل الأهلية، و لذلك لم يقل: و أهّلتهم للنضرة و السرور، كما لم يقل:

و أعطيتهم نضرة و سرورا، أو سررتهم و نضرّتهم.

و قد قلنا: إن نفس عملهم في الدنيا هو الذي أوجب لهم هذا الجزاء، و هذا اللطف الإلهي في الآخرة، و تسبب باللطف و الكرامة لهم، و العناية بهم، بصورة تدريجية و مستمرة، مما يدل على وجود إرادة إلهية مستمرة الفيض عليهم.

و إن إحساسهم ببقاء هذا الرضا، و بقاء اللطف، هو نعيم آخر لهم. إذ هناك فرق بين أن يعمل الإنسان عملا، و يأخذ أجرته، و تنتهي العلاقة به، و بين أن يوجب ذلك العمل علاقة مستمرة. و ما نحن فيه من هذا القبيل، ففيه لذة الشعور المستمر بهذه العلاقة، فاللّه سبحانه لا يريد أن يدخلنا الجنة لكي نتنعم بها، ثم ينفذ ذلك النعيم، و ينقطع عنا، إذ إن لذة إحساسنا بدوامه هي الأتم، و هي الأهم.

«نضرة»:

و النضرة تحتاج- بحسب طبيعتها- إلى بقاء و استمرار، لأن النضرة هي: الحسن، و الرونق، و اللطف، و الإشراق. و الناضر هو الناعم الذي له‌

نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست