responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 261

و يجعلها تتمحض بالدواعي و الحوافز الإنسانية، التي لا تتقاذفها الغايات الدنيوية المنحطة، بل يضبطها هدف و غاية واحدة، لا بد من توجيه السلوك و العمل إليها، و هي وجه اللّه تعالى ..

و كل هذا الذي ذكرناه يوضح كيف أن هذه الآية لا تريد تعليل الإطعام لوجه اللّه بالخوف، بل الإطعام لوجه اللّه يسير جنبا إلى جنب مع الخوف المنتج للحذر و الانضباط .. لأن علة الإطعام لوجه اللّه هي أن اللّه سبحانه أهل لأن يعبد و يتقرب إليه بالصالحات.

و بذلك يصبح لدينا قاعدتان شاملتان، أصيلتان في معناهما .. و هذا هو ما يناسب مقام الأبرار، و يسانخ واقعهم و تفكيرهم.

«يوما عبوسا قمطريرا»:

و يأتي التساؤل الحائر: عن السبب في ذكر تفاصيل صفات هذا اليوم. و قد كان بالإمكان أن يقول: «إنا نخاف من عقاب ربنا».

و قد يمكن الإجابة عن ذلك، بأن ذكر هذه التفاصيل مطلوب .. لأن أصل العقوبة للمتمرد أمر تحكم به العقول، و يقرّه الوجدان.

و ليس الأمر هنا من موارد العقوبة، فلا يصح أن يقال: إنا نخاف من عقاب ربنا، لأن عدم إطعام السائلين ليس فيه تمرد على المولى، و لا هتك لحرمته، بل الآية تتعرض لأمر سام و جليل، يفوق في أهميته موضوع الطاعة و الانقياد للأوامر و الزواجر. فإن هذا الإنفاق إنما يطلب ليكون وسيلة لنيل المقامات و المراتب السامية عند اللّه .. و دوافعه مشاعر إنسانية، و غاياته الاتصال باللّه سبحانه ..

«عبوسا»:

و كلمة «عبوسا» هي صيغة مبالغة، أي شديد العبوس، أو كثيره ..

نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست