و لكن الأمر لم يقتصر على الاشتهاء، بل تحدثت الآية عن حب الطعام .. و هذا الحب يحتاج إلى مكونات أخرى تزيد على ما يتطلّبه الاشتهاء.
و المعروف أن حب الطعام مذموم، و قد كانت فدك في يد السيدة الزهراء [عليها السّلام]، و لم تدخر طعاما منها، تواجه به هذه الحالة و أمثالها، بل كانت تتصدق بغلاتها على أهل الحاجة ..
و الإمام علي [عليه السّلام] قد أعلن أكثر من مرة: أنه لا يفكر بهذه الطريقة ..
فقد أرسل إلى واليه على البصرة، عثمان بن حنيف، يقول: «بلغني أن رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة، فأسرعت إليها، تستطاب لك الألوان، و تنقل إليك الجفان ..».
إلى أن قال:
«ألا و إن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، و من طعمه بقرصيه» ..
إلى أن قال:
«لو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل، و لباب هذا القمح، و نسائج هذا القز، و لكن هيهات أن يغلبني هواي، و يقودني جشعي إلى تخير الأطعمة، و لعل بالحجاز أو اليمامة، من لا طمع له بالقرص، و لا عهد له بالشبع .. أو أبيت مبطانا و حولي بطون غرثى؟! و أكباد حرى؟!».