responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 164

الإيحاء سيقتصر على خصوصية الربوبية، التي هي الخصوصية الأبرز، و هي تعني الرعاية من موقع الحكمة، و الفضل، و الحب.

و هذا نظير اسم حاتم الذي أصبح عند بعض الناس، يوحي بالكرم و السخاء، و اسم عنتر، الذي يذكّر بعض الذين يجهلون التاريخ، بالشجاعة- مع تحفظنا على صحة نسبة ذلك لعنترة و لحاتم، لأكثر من سبب ليس هنا مكان بيانه- فالتصريح بهذين الاسمين يحمل تداعيات الشجاعة و الكرم، إلى ذهن هؤلاء الناس بصورة عفوية .. لكن لو تحدثت عنه بواسطة الضمير العائد إليه، فسوف تغيب هذه التداعيات عن ذهنك.

الجهة الثانية:

قد يقال: لو أنه جاء بالضمير فقال: «عبادنا»، فقد لا يلتفت إلى أنهم هم الذين اختاروا ذلك و فعلوه .. بل قد يتخيل أن هذا الأمر قد عرض لهم بسبب الإلف، أو العادة، أو المحيط، أو الغفلة، فانساقوا إلى العبادية عن غير شعور، و اختيار، أو من دون تأمل و تفكير منهم ..

و لكن إذا صرح بلفظ الجلالة، و قال: «عباد اللّه»، فإن ذلك يذكّر بالألوهية و بصفاتها، و بالجلال و الكبرياء، و يشعرنا بأن ألوهيته تعالى هذه هي التي جعلتهم يعبدونه، و يسعون للحصول على رضاه، و يتقربون إليه ..

فشربهم من العين هو شرب استحقاق و جزاء على عبادتهم الاختيارية .. و ليس لأجل أن معبودهم قد وضعهم في مواقع معينة، أو فرض عليهم وضعا أو سلوكا بعينه، ثم أعطاهم هذه العين في مقابل ذلك إرضاء لهم، و إن لم يفعلوا ما يوجب استحقاقهم لذلك ..

و بتعبير آخر: لو قال «عبادنا»، لأمكن توهم أن عباديتهم قد لا تكون باختيارهم .. أما مع التصريح بلفظ الجلالة، فلا يبقى مجال لاحتمال‌

نام کتاب : تفسير سورة هل أتى نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست