قال تعالى:
عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً.
و لنبدأ بالحديث عن مفرداتها فنقول:
«عينا»:
1- هل هذه الكلمة «عينا» بدل من كلمة «كأس»؟! .. أم هي بدل من كلمة «كافور»؟! أم هي منصوبة على المدح، أم بنزع الخافض؟! ..
بحث لا نريد الخوض فيه، و إن كنا نرى أن بدليتها من كلمة كأس أكثر انسجاما مع المعنى الذي يراد التركيز عليه، كما سيتضح ..
2- على أننا قد أشرنا فيما سبق: إلى أنه تعالى يريد أن لا يتوهم أحد:
أن الكأس إذا شرب منه أو أريق بعض شرابه، سوف ينقص، أو سوف ينضب، الأمر الذي يجعل الطالب محتاجا إلى البحث عن بديل لما فقده ..
فلذلك أخبر: أن هذه الكأس هي عين تفجر تفجيرا- لكي يفيدنا أربعة أمور، هي من الصفات الملازمة للعين .. و هذه الأمور هي التالية:
الأول: أن العين نابعة، دائمة العطاء ..
الثاني: أنها لا تنقص أبدا .. لأنها دائمة التفجر ..
الثالث: أن المدد لها لا يأتي من الخارج، بل هو ذاتي فيها .. فلا خوف من الانقطاع، و لا من عدم الوصول ..
الرابع: إفادة حالة التجدد و الاستمرار.