و الضعف إنما هو في عدم نيل الزائد عنه فلا يبقى هذا المورد مصداقا و محلا للرحمانية الشاملة، و لا للرحيمية الثابتة و الراسخة و الدائمة.
ثبات و استمرار الرحمة:
و لا بد من هذا الدوام و الاستمرار للرحيمية بالنسبة لهذا الإنسان، لأن كل شيء إذا وصل إلى درجة كماله؛ فإنه قد يبقى ثابتا عليها، إلا الإنسان، فإنه دائما في معرض النقص بسبب أنه يملك غرائز و شهوات و طموحات قد تزل قدمه، و تجره إلى المخاطر بل المهالك. فهو بحاجة إلى استمرار هذه الرعاية، و دوام إفاضة الألطاف عليه، حتى و هو في أقصى حالات كماله.
دوافع التربية و الرعاية:
ثم إن هناك رعاية و تربية من موقع الأنانية الشخصية للمربي، حيث يرى أن ثمة نقصا يعود إليه. و ذلك مثل تربية الأولاد، فإنها قد تكون أحيانا بسبب أنانيتنا المهيمنة على مشاعرنا. و لكن رعاية اللّه سبحانه لنا، هي محض التفضل، و محض الرحمة، و محض الخير.