أعلى منها و أتم. و يكون ذلك بدافع من رحمة و عطف تشأ عن مشاهدة ذلك الضعف و العجز.
فيصبح قوله تعالى: الرحمان الرحيم، نتيجة طبيعية لقوله:
رب العالمين.
أليست المرأة تهتم- عادة- بتربية طفلها، و تلبية حاجاته، و الحفاظ عليه، و تتحمل الأذى الكثير و الكبير في سبيل ذلك؟!
إن ذلك ليس نتيجة شعورها بالواجب الشرعي أو القانوني الملح. بل لأنها تلاحظ عجزه عن الأكل و الشرب، و عن الحركة، و عن دفع الحر و البرد و سائر الأخطار عن نفسه، فتندفع بدافع من الشعور بالرحمة و العطف لرفع هذا النقص فتحميه و ترعاه و تسهر عليه.
إذن، فمجرد الشعور بالنقص لدى الآخرين لا يكفي للتحريك باتجاه رفعه، إذ قد يلتذ البعض برؤية آلام الآخرين. بل لا بد من الانفعال الإيجابي تجاهه، و هو ما نسميه بالرحمة.
النقص حقيقي و أساسي:
فتشير كلمة" الرحمان الرحيم" إلى أن هذا النقص ليس بعد تحقق أصل الكمال، ليكون نقصا لما هو زائد عن حد الكمال، كان ينبغي أن يضاف إليه. و إنما هو حاجة و ضعف و نقص عن حد الكمال نفسه. و إلا، فلو كان الكمال حاصلا، و النقص