و قد يتخيل البعض: أن الذين أنعم اللّه عليهم إذا كانوا هم الأئمة و النبي و الشهداء و الصالحون. من هذه الأمة بالإضافة إلى من سبقهم. فإن معنى ذلك: هو أن المصاديق الفضلى و المثلى لذلك يكون عمرها من عمر رسالة نبينا (ص) نحن المسلمين، و لم يكن بمقدور من سبقنا من الأمم أن يصل أو أن يتصل به، و لا أن يطلع على ما استجد من تعاليم توجب المزيد من الرقيّ و السمو و القرب.
أضف إلى ذلك: أن معنى ذلك أن الصراط المستقيم أصبح من الأمور النسبية، التي تتفاوت و تختلف باختلاف الأشخاص و الأزمان. فالمرتبة التي يمكن أن يصل إليها الناس بعد بعثة نبينا (ص) و إمامة الأئمة الأطهار عليهم السّلام تصبح أكمل و أتم من المراتب التي توفرت للأمم السابقة على بعثته (ص).
فإن نبينا أفضل من أنبيائهم، و تعاليمه أكمل و أتم من تعاليمهم، و تجربتنا أغنى من تجربتهم. و بهذا فسر العلماء تعدد الشرائع بعدد الأنبياء أولياء العزم، حيث كان السابق منهم عليهم السّلام يمهد للاحق، على مستوى تنمية القابليات و الاستعدادات لتأهل الإنسان و تمكينه من مواكبة و تقبل و تحمل المستوى الجديد و الشريعة الجديدة، التي ستنسخ سابقتها.